الفاشر- نبض السودان

كشفت مصادر محلية في ولاية شمال دارفور عن تحركات قامت بها قوات الدعم السريع تمثلت في نقل 23 معتقلة من معسكرات النازحين في مدينة الفاشر إلى ولاية جنوب دارفور، على خلفية تفشي وباء الكوليرا في مناطق سيطرتها بالجهة الشرقية من المدينة

المتحدث باسم نازحي مخيم زمزم، محمد خميس دودة، أوضح في تصريحات لـ”سودان تربيون” أن قوات الدعم السريع أقدمت على نقل المعتقلات من مخيمي زمزم وأبوشوك إلى مدينة نيالا، نتيجة الانتشار الواسع لوباء الكوليرا في محيط وجود قوات الدعم السريع شرق الفاشر

وفيات وتعذيب أثناء النقل

دودة كشف عن أن خمسًا من المحتجزات لقين حتفهن أثناء عملية النقل إلى سجن “دقريس” بنيالا، وذلك بسبب ما وصفه بـ'التعذيب القاسي' وغياب الرعاية الصحية أثناء فترة احتجازهن في سجون الدعم السريع قرب الفاشر

وأضاف أن المعتقلات يعانين من ظروف إنسانية معقدة للغاية داخل سجن دقريس، مطالبًا المنظمات الدولية بالتدخل الفوري والمطالبة بإطلاق سراحهن وإنهاء معاناتهن

المناطق المتأثرة بانتشار الكوليرا

من جانبها، نقلت مصادر طبية وعسكرية لـ'سودان تربيون' أن أحياء المصانع، القاضي، المعهد، ومنطقة البورصة الواقعة في شرق مدينة الفاشر، سجلت انتشارًا واسعًا لوباء الكوليرا منذ أكثر من أسبوع، مما تسبب في وقوع وفيات بين جنود قوات الدعم السريع وأسرى مدنيين محتجزين

أوضاع صحية متدهورة داخل المعتقلات

مع تفشي الوباء، تفاقمت الأزمة الإنسانية داخل مراكز الاحتجاز الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، حيث أكدت المصادر أن غياب الأدوية الأساسية قاد بعض جنود الدعم السريع إلى الانسحاب من نقاط ارتكاز قرب سوق الفاشر الكبير، ومدرسة دارفور الثانوية، ومستشفى الفاشر للأطفال، إضافة إلى منطقة 'جقوجقو' في أقصى شرق المدينة

نزوح المقاتلين من الخرطوم إلى دارفور

شهدت مناطق واسعة من إقليم دارفور خلال الأسابيع الماضية تدفقًا كثيفًا لعناصر الدعم السريع الذين فروا من جبهات القتال بعد فقدانهم السيطرة على مناطق رئيسية بولاية الخرطوم، وعلى رأسها الصالحة والريف الجنوبي بمدينة أم درمان

وأشارت المعلومات إلى أن بعض هؤلاء الفارين وصلوا إلى الفاشر حاملين معهم عدوى الكوليرا، حيث بدأت تظهر الإصابات بين المدنيين ومقاتلي الدعم السريع على حد سواء، قبل أن يمتد الوباء شمال أم درمان ويحصد أرواح العشرات

تصعيد خطير في ملف الاحتجازات

يرى مراقبون أن نقل المعتقلات من الفاشر إلى نيالا يشكل تصعيدًا إضافيًا في ملف الاحتجازات التي تقوم بها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب، خاصة مع ورود تقارير عن سوء المعاملة والتعذيب وغياب المحاكمات القانونية

مناشدات للمنظمات الدولية

المتحدث باسم نازحي زمزم طالب المنظمات الدولية بسرعة التحرك لحماية المعتقلات والعمل على الإفراج عنهن، محذرًا من أن الظروف الصحية والبيئية في سجون الدعم السريع أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا لحياتهن، في ظل الانهيار التام للخدمات الطبية

انتهاكات واسعة النطاق في شرق الفاشر

وبحسب شهادات شهود عيان، فإن الجزء الشرقي من مدينة الفاشر يشهد انتهاكات ممنهجة من قبل الدعم السريع منذ بداية النزاع، حيث طالت الاعتقالات المئات من المدنيين، وسط غياب تام لأي رقابة قانونية أو حقوقية

الدعم السريع يوسع نطاق الاحتجاز

تؤكد المعطيات أن تفشي الكوليرا دفع قوات الدعم السريع إلى نقل العشرات من المحتجزين إلى ولايات أخرى، منها شرق وجنوب دارفور، بهدف تقليل الضغط على مراكز الاحتجاز الموبوءة، في وقت لا تزال فيه عمليات الاعتقال والانتهاكات مستمرة في مناطق عدة من دارفور

الأزمة الصحية تهدد حياة المدنيين والمقاتلين

مع استمرار الحصار المفروض على مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل انتشار سريع للكوليرا، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين والمحتجزين على حد سواء