اخبار الإمارات
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
دبي – خاص مباشر: مع اقتراب عام 2025 من طي صفحاته على أداء قياسي، يبرز تساؤل جوهري في الأوساط الاقتصادية حول آفاق عام 2026: هل يقود السوق العقاري نحو مرحلة جديدة من 'النضج الاستثماري'؟
وتتجه الأنظار حالياً نحو عام 2026 باعتباره المحطة التي سترسم ملامح استدامة النمو في سوق دبي العقاري، بعد سلسلة من القفزات النوعية. وفي هذا السياق، أكد خبراء وعقاريون لـ 'معلومات مباشر' أن القطاع يعيش حالة من 'الوهج الاستثماري' مدفوعاً بنمو مستدام، مشيرين إلى أن الإمارة نجحت في ترسيخ مكانتها كأهم ملاذ آمن لرؤوس الأموال في العالم، مستندة إلى منظومة تشريعية مرنة ورؤية استباقية بارعة في تحويل المتغيرات العالمية إلى فرص استثمارية ملموسة تحت مظلة أجندة دبي الاقتصادية (D33).
700 مليار درهم
واقتربت مبيعات العقارات في دبي من تجاوز حاجز 700 مليار درهم بنهاية عام 2025، وهو رقم قياسي يعكس ضخامة الإقبال من قبل المستثمرين العالميين وسط مواجة العالم لتحديات اقتصادية كبرى.
وبحسب بيانات دائرة الأراضي والعقارات بإمارة دبي، فقد تجاوز إجمالي قيمة المبيعات العقارية حاجز 624 مليار درهم حتى نهاية نوفمبر 2025، مع تسجيل شهر نوفمبر وحده أكثر من 19 ألف صفقة بقيمة تزيد عن 64.7 مليار درهم، وبنمو ملحوظ يصل إلى 49.5 في المئة في القيمة مقارنة بشهر نوفمبر 2024.
وتوزعت المبيعات منذ بداية عام 2025، حتى 25 ديسمبر الجاري، على 172450 وحدة سكنية، و13623 مبنى، و25063 قطعة أرض.
وأظهرت البيانات تنفيذ 211.097 ألف صفقة بيع، منذ بداية 2025 حتى 25 ديسمبر الجاري، مقارنة بـ180.86 ألف صفقة خلال عام 2024.
وبلغت قيمةالرهون العقاريةمنذ بداية 2025 حتى 25 ديسمبر الجاري نحو 177.3 مليار درهم عبر 42.33 ألف معاملة، مقارنة بـ187.27 مليار درهم عبر 35.885 ألف معاملة في عام 2024.
وتوزعت الرهون على 33071 وحدة سكنية، و6174 مبنى، و1954 قطعة أرض.
الاستثمار الذهبي في 2026
قال حسين خلف المرسومي، المدير التنفيذي لشركة ملتي بلان العقارية، إن لغة الأرقام تؤكد الثقة العالمية في السوق؛ حيث نجح القطاع خلال العام الجاري في استقطاب أكثر من 95 ألف مستثمر جديد من خارج الدولة، ضخوا استثمارات تجاوزت قيمتها 326 مليار درهم، مما يثبت أن دبي هي الخيار الأول عالمياً لمن يبحث عن الأمان والربح.
وحدد المرسومي 10 أسباب تجعل من عام 2026 التوقيت الأنسب للاستثمار، يأتي في مقدمتها قوة المبيعات التي تلامس حاجز 700 مليار درهم، ما يضمن سيولة عالية تحمي قيمة الأصول، بالإضافة إلى العوائد الإيجارية التي تتراوح بين 7% و9% وتصل إلى 11% في المناطق الناشئة، متفوقة على عواصم كبرى في أوروبا وأمريكا.
وأشار المرسومي إلى محفزات أخرى تشمل غياب الضرائب على الدخل العقاري، والتوسعات الكبرى في مطار آل مكتوم الدولي، وأجندة دبي الاقتصادية (D33)، فضلاً عن منظومة الإقامة الذهبية والتوازن الذكي بين العرض والطلب السكاني الذي ينمو بنسبة 5% سنوياً.
وفيما يخص 'بوصلة الاستثمار الذكي'، أفاض المرسومي قائلاً: 'الذكاء الاستثماري في المرحلة المقبلة يتطلب قراءة دقيقة لجغرافيا النمو، حيث نلحظ توجهاً كثيفاً نحو مناطق دبي جنوب ومدينة دبي للإنتاج (بروداكشن سيتي) لارتباطهما بالمراكز اللوجستية، مع تحول استراتيجي نحو الفلل الفاخرة في دبي هيلز وداماك لاجونز، بينما تظل الشقق ذات الغرفة الواحدة بمساحات 750-900 قدم مربع في قرية جميرا والفرجان هي المقاس الذهبي للعوائد السريعة'.
استدامة عوائد إيجارية
من جانبه، توقع محمد أبو النجا، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لشركة 'أبو النجا للتطوير العقاري'، أن يستمر الأداء الإيجابي للقطاع خلال عام 2026 ضمن نطاق أكثر نضجاً واستدامة، مع تركيز أكبر على الجودة وتنويع المنتجات.
وقدرت الشركة ارتفاعاً في أسعار العقارات يتراوح بين 3% إلى 5% في المتوسط، ما يعكس نمواً صحياً بعيداً عن القفزات غير المحسوبة. كما توقع أبو النجا استمرار استقرار العوائد الإيجارية عند مستويات جاذبة بين 6% و8% في المناطق الحيوية التي تجمع بين الموقع الاستراتيجي وجودة الحياة.
وأوضح أبو النجا أن زيادة تسليم المشاريع قيد الإنشاء في 2026 ستسهم في تعزيز التوازن بين العرض والطلب، مؤكداً أن منحنى الأسعار يظل إيجابياً وتنافسياً مقارنة بمدن عالمية كبرى، ومستفيداً من بيئة استثمارية آمنة ومدعومة بسياسات اقتصادية مرنة.


































