29 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: تواجه محافظة نينوى استحقاقًا انتخابيًا شديد التعقيد وسط خريطة سياسية مضطربة، حيث تندلع الصراعات بين قوى سنية متنافسة، وأحزاب كردية متصارعة، وفصائل مسلحة تتوزع على امتداد المحافظة، وبرزت أهمية المكونات القومية والمذهبية في تحديد ملامح التوازنات القادمة.

وتباينت قوة الأحزاب والتحالفات، فيما ظهر حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي الأضعف على الساحة النينوية.

واشتد نفوذ تحالف نينوى لأهلها الذي يضم وزير الدفاع السابق ثابت العباسي، والمحافظ الأسبق نجم الجبوري، وشيخ مشايخ شمر عبد الله الياور، وشيخ عشيرة طي صباح غازي الحنش، وامتدت حظوظه لتشمل مناطق استراتيجية، ورافقه تحالف العزم برئاسة مثنى السامرائي وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، فيما بقيت القوى السنية المتحالفة مع فالح الفياض تلعب دورًا متغيرًا حسب التحالفات الميدانية.

وأظهرت التحليلات أن الصراع في نينوى لا يقتصر على الساحة السنية، وبل شمل التفاهمات الكردية، وأكدت مصادر كردية أن هناك اتفاقًا بين رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني ورئيس حركة بابليون ريان الكلداني على دعم الأخير للاتحاد، وإهدائه المقعد المسيحي الوحيد في مجلس محافظة كركوك، مقابل تعاون الاتحاد معهم في نينوى، ويمثل هذا الاتفاق مثالًا على التحالفات المصلحية التي تحدد شكل الانتخابات وتوازن القوى.

وترتفع حدة المنافسة بين الفصائل المسلحة المحلية، كما تستثمر القوى المتنافسة في المناطق الساخنة التي تشهد تغييرات ديموغرافية متسارعة.

وترى تحليلات ان هذه الصراعات ترتبط بقضايا الأمن المحلي وحماية النفوذ، فيما استندت التحركات الانتخابية إلى خلفيات تاريخية تعود إلى ما بعد عام 2003، حيث شهدت نينوى صراعات متكررة على السلطة بين مكونات متعددة.

واستغلت التحالفات هذه الخلفيات لتثبيت مواقعها.

وخلقت الاستحقاقات القادمة حالة من الترقب داخل الأوساط الشعبية.

واستحوذت الخطابات الإعلامية على اهتمام المواطنين، واهتمت الحملات الانتخابية بإبراز القادة المحليين والخلفيات العشائرية والقبائلية، كما استخدمت التحالفات السنية والكردية أدوات التأثير على الانتخابات، في حين استفادت القوى المحلية من دعم بعض الشخصيات السياسية الوطنية لتقوية مواقعها في المحافظات.

About Post Author

moh moh

See author's posts