متابعات- نبض السودان

أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، أن ما لا يقل عن 798 شخصًا قتلوا في قطاع غزة منذ نهاية مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد القتال في المناطق الجنوبية والشمالية من القطاع.

615 قتيلًا في محيط مواقع توزيع المساعدات

وأوضح المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن من بين القتلى 615 شخصًا لقوا حتفهم في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، أثناء تلقيهم المساعدات الغذائية منذ تاريخ 27 مايو. وأضاف أن 183 شخصًا آخرين قتلوا أثناء وجودهم على طرق تؤدي إلى قوافل المساعدات، مشيرًا إلى أن الحصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع مع استمرار القصف وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.

الغارات الإسرائيلية تواصل حصد الأرواح

وفي السياق ذاته، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، الجمعة، أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 16 شخصًا على الأقل، بينهم 10 أشخاص كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية قرب مدينة رفح جنوبي القطاع.

وذكر محمد المغير، مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، أن هؤلاء العشرة قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي بينما كانوا يصطفون للحصول على المعونات، وهو ما يثير قلقًا دوليًا بشأن سلامة المدنيين في ظل غياب ممرات إنسانية آمنة.

استهداف المدارس ومراكز الإيواء

من جانب آخر، أعلن جهاز الدفاع المدني في بيانٍ منفصل أن ستة أشخاص آخرين قتلوا شمال القطاع نتيجة الغارات، مشيرًا إلى أن خمسة منهم لقوا مصرعهم في قصف استهدف مدرسة حليمة السعدية، وهي مدرسة تأوي نازحين في جباليا النزلة.

وفي غارة منفصلة على مدينة غزة، تم تسجيل مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة عدد غير محدد من المدنيين، فيما أكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات (وسط القطاع) أنه استقبل جرحى أصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية أثناء تواجدهم قرب نقطة توزيع مساعدات.

إسرائيل لم تعلق رسميًا

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حتى الآن حول هذه الحوادث، إلا أن القوات الإسرائيلية تواصل تصعيد عملياتها في مختلف مناطق القطاع، بينما دخلت الحرب شهرها الثاني والعشرين.

آمال بوقف إطلاق النار قريبًا

تتواصل التطورات الدبلوماسية في ملف غزة، حيث أعربت أطراف دولية وإقليمية عن تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار خلال أيام، وذلك بعد جولات متقدمة من المفاوضات شملت الوسطاء الإقليميين والدوليين، وسط ضغط متزايد من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء المعاناة الإنسانية.

خلفية النزاع.. من السابع من أكتوبر حتى الآن

بدأت هذه الجولة الدامية من القتال عقب الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر وفقًا للسلطات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 شخصًا إلى قطاع غزة.

ورداً على ذلك، أطلقت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على قطاع غزة، أدى حتى اليوم إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، إضافة إلى دمار هائل طال البنية التحتية والمنازل ومرافق الرعاية الصحية.

وقفا إطلاق نار لم ينهيا المأساة

ومنذ اندلاع القتال، جرت هدنتان قصيرتان؛ الأولى في نوفمبر 2023، والثانية في يناير 2025، غير أنهما لم ينجحا في إنهاء الصراع بشكل دائم، إذ تجددت الاشتباكات بوتيرة أعنف، فيما يواجه المدنيون في غزة أوضاعًا إنسانية كارثية