طه العاني - الخليج أونلاين

منذ متى بدأت دولة الإمارات بتقديم المساعدات الخارجية الإنسانية؟

منذ تأسيس الاتحاد عام 1971.

كم عدد الطائرات الإغاثية الإماراتية المرسلة لغزة؟

نحو 395 طائرة.

تلتزم الإمارات منذ تأسيسها بسياسة خارجية تدعم الاستقرار والتنمية في مختلف أنحاء العالم، وهو ما جعلها تحتل مكانة ريادية في تقديم المساعدات الإنسانية التي تستهدف بالمقام الأول تعزيز التنمية المستدامة، ومساعدة الدول الفقيرة التي تواجه أزمات إنسانية، ولا سيما مناطق النزاع والكوارث الطبيعية.

وتشدد الإمارات على تقديم مساعدات خارجية غير مشروطة، تعزز من قدرة المجتمعات المحلية على بناء مستقبل أفضل، ومن أبرز الدول المستفيدة منها الدول العربية والأفريقية والآسيوية التي تواجه تحديات اقتصادية أو إنسانية.

دور إغاثي لافت

تضطلع دولة الإمارات بدور لافت في مجال الإغاثة الإنسانية والمساعدات الخارجية على المستوى العالمي.

واستثمرت نحو 100 مليار دولار في تقديم المساعدات للدول المحتاجة، منذ قيام الاتحاد في عام 1971 حتى منتصف العام الجاري، شملت نحو 178 دولة حول العالم.

وشملت هذه المساعدات مختلف القطاعات، مثل الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم، والبنية التحتية، وهو ما جعلها واحدة من أكبر الدول المانحة في العالم.

وقدمت دولة الإمارات -وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية 'وام'- نموذجاً عالمياً متميزاً في تحويل العمل الخيري إلى مسار مستدام، يمتد تأثيره ليشمل شعوب العالم كافة دون تفريق أو تمييز، انطلاقاً من قيمها الراسخة في نشر مبادئ الإحسان، والإخاء، والعمل التطوعي، وتعزيز التضامن الإنساني في كل مكان وزمان.

وتؤكد حكومة الإمارات أنها تسعى جاهدة إلى الاستمرار في تقديم العون للمحتاجين حول العالم، بغض النظر عن مكانهم.

ويشير المبدأ التاسع من المبادئ الخمسين لدولة الإمارات إلى أن 'المساعدات الإنسانية الخارجية للإمارات جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط بدين، أو عرق، أو لون، أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات'.

نهج ثابت

ويقول الباحث الدكتور حبيب الهادي، إن دول الخليج العربي تأتي في مقدمة الدول التي تقدم مساعدات للدول الشقيقة والصديقة المختلفة في أفريقيا وآسيا وباقي الدول، في حالات كثيرة سواء كوارث طبيعية أو قضايا إنسانية.

ويوضح الهادي، في حديثه مع 'الخليج أونلاين'، أن تصدر الدول الخليجية في تقديم المساعدات الإغاثية ودعم الإنسانية وإغاثة المجتمعات يعود إلى ما تمتلكه من ثروات طبيعية، على رأسها النفط والغاز.

ويؤكد أن دولة الإمارات عرفت بدورها في المساعدات الإغاثية منذ عهد الشيخ زايد، الذي كان شخصية محبة للخير والعطاء والبذل، وورثت الإمارات عنه الكرم.

ويشير الهادي إلى جوانب إيجابية تعود على الدول التي تقدم وتتبرع بالمساعدات، إذ يمنحها مساحة واسعة من الأهمية ومن الثقل الدبلوماسي والسياسي والإقليمي والعالمي، كما يزيد من حضورها من خلال هذا الدعم الذي قدمته لمختلف الدول.

ويلفت إلى أن الامارات وباقي دول الخليج تتصدر المشهد العالمي في المساعدات الإنسانية، ولا سيما في فلسطين التي تعدها من القضايا المهمة، حيث إن المساعدات الإغاثية الخليجية كان لها دور كبير ومهم في دعم الشعب الفلسطيني وقضيتهم، لا سيما في ظل الحرب المستمرة.

أبرز المبادرات الإنسانية

قدمت الإمارات دعماً مالياً وتقنياً كبيراً لمنظمات دولية عديدة، من بينها الصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما سعت الإمارات إلى تقديم الخبرات الفنية والميدانية لدعم جهود هذه المنظمات في تقديم الإغاثة.

وخلال السنوات الماضية، أطلقت الإمارات العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية، بهدف تقديم الدعم والمساندة للأشقاء والأصدقاء في أوقات الأزمات والكوارث.

ومن بين أبرز هذه الحملات 'عونك يا يمن' في عام 2015، و'لأجلك يا صومال' في 2017، وحملة 'الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينغا' عام 2019، بالإضافة إلى حملة 'لنجعل شتاءهم أدفأ' في 2022، التي ركزت على مساعدة اللاجئين والنازحين في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي فبراير 2023، أطلقت الإمارات حملة 'جسور الخير' لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، كما أطلقت حملة 'تراحم من أجل غزة' لتقديم الإغاثة للفلسطينيين المتضررين من الصراع في قطاع غزة.

وشملت جهود الإمارات الإنسانية توصيل المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة عبر 395 طائرة، منها 103 طائرات شاركت في عملية 'طيور الخير' لإسقاط المساعدات جواً.

كما أرسلت 6 سفن شحن إلى العريش المصرية وشمال غزة من الإمارات وقبرص، إلى جانب 1243 شاحنة محملة بالمساعدات المتنوعة، ليصل إجمالي المساعدات المقدمة إلى 33,000 طن من المواد الغذائية والصحية ومواد الإيواء.

وفي إطار عملية 'طيور الخير' وحدها أرسلت الإمارات نحو 3,752 طناً من المساعدات إلى القطاع، وبالتعاون مع المطبخ المركزي العالمي، نقلت 300 طن من المساعدات الغذائية عبر البحر إلى شمال غزة.