ليبيا – اعتبر المحلل السياسي معتصم الشاعري أن تصاعد نفوذ التشكيلات المسلحة في ليبيا لم يعد مجرد افتراض، بل أصبح واقعًا مثبتًا، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة نفسه أقرّ بذلك، عندما أشار إلى أن جهاز دعم الاستقرار كان يسيطر على مؤسسات رسمية، من بينها وزارات ومصارف.

شهادة رسمية على تغلغل الفصائل

قال الشاعري، في تصريح لوكالة 'سبوتنيك'، إن هذا الإقرار من رئيس الحكومة يُعد 'شهادة صريحة تؤكد أن الفصائل المسلحة تملك نفوذًا واسعًا داخل مؤسسات الدولة'، الأمر الذي يعرقل جهود أي حكومة في فرض سلطة الدولة وتحقيق الاستقرار المؤسسي.

الشرعنة الشكلية لا تكفي

أوضح الشاعري أن بعض هذه التشكيلات قد تكون مُسجّلة رسميًا أو حصلت على نوع من الشرعنة، لكنها في واقع الأمر تمارس سلطتها خارج الأطر الشرعية، ما أثّر سلبًا على المسارات السياسية والأمنية والاجتماعية في البلاد.

أجندات خارجية تطيل أمد الأزمة

أشار إلى أن العديد من هذه الفصائل تخضع عمليًا لأجندات خارجية، استغلت الفوضى الأمنية والمؤسساتية في ليبيا لإطالة أمد الأزمة، واستخدام تلك التشكيلات كأدوات لعرقلة أي جهود سياسية جادة.

ضرورة وضع آلية فعالة لتنظيم الفصائل

اختتم الشاعري تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وضع آلية واضحة وفعالة لتنظيم عمل هذه التشكيلات، وفرض الانضباط عليها بما يخدم المصلحة الوطنية، بدلًا من الاكتفاء بمحاولات دمج شكلية لا تغيّر من الواقع شيئًا.