لايف ستايل
موقع كل يوم -الفن
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
في الأسابيع الأخيرة، عادت إلى الواجهة الإعلامية قضايا قديمة تتعلق بحياة فنانين راحلين، أبرزها النزاع المتصاعد بين الإعلامية بوسي شلبي وورثة الممثل المصري الراحل محمود عبد العزيز، والجدل المتجدد حول حقيقة زواج الفنان الراحل عبد الحليم حافظ من سعاد حسني، هذه القضايا التي يفترض أنها طويت بوفاة أصحابها، تعود اليوم إلى العلن، مثيرة الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراء إعادة فتحها.
قضية بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز: زواج على الورق أم نزاع على الإرث؟
بدأت الأزمة في شهر شباط/فبراير 2025، حين خرجت بوسي شلبي عن صمتها لتنفي ما أُشيع عن طلاقها من محمود عبد العزيز، مؤكدة أنها ما زالت أرملته القانونية بموجب بطاقة الرقم القومي السارية، والتي أرفقتها بصور رسمية، وتُظهر أن محمود كان لا يزال متزوجًا منها حتى وفاته.
في المقابل، أصدرت أسرة محمود عبد العزيز بيانًا حادّ اللهجة في 7 أيار، نفت فيه هذه 'الادعاءات' جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن الطلاق وقع بعد شهر ونصف من الزواج في 1998، وأن بوسي شلبي ليست من الورثة الشرعيين، البيان أشار إلى دعاوى قضائية رفعتها شلبي لإثبات الرجعة، لكنها قوبلت بالرفض في جميع درجات التقاضي، فيما تم حفظ البلاغات الجنائية المتعلقة بادعاء تزوير وثيقة الطلاق.
البيان اعتبر كلام بوسي شلبي 'محض افتراء' ومسًّا باسم وتاريخ والدهم، مؤكداً أن العلاقة التي إستمرت بعد الطلاق كانت مهنية لا أكثر، كما أوضح الورثة أنهم عهدوا إلى محاميهم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
من جهتها، ردّت شلبي عبر بيان لمحاميها، شددت فيه على أن زواجها من الراحل كان شرعياً وقانونياً، وموثقًا في بطاقته الأخيرة. وإتهمت الورثة بالإساءة إلى ذكرى محمود عبد العزيز وتشويه صورته، مؤكدة أن القضايا لا تزال في أروقة القضاء، رافضة التشهير بها أو بزوجها الراحل، ومحذرة من المساس بسمعتها وسمعته.
عبد الحليم حافظ وسعاد حسني: حب غامض أم زواج منسي؟
القصة الثانية لا تقل إثارة: علاقة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، ورغم مرور أكثر من عقدين على رحيل السندريلا، وأربعة عقود على وفاة العندليب الأسمر، إلا أن شقيقتها جانجاه حسني تصرّ على أن الزواج تم رسميًا بشهود، في حين نفى أقارب عبد الحليم الأمر مرارًا، مؤخرًا، إنتشر خطاب منسوب لسعاد بخط يدها، يفيض بالحب والعتاب، لكن دون أي إشارة إلى زواج.
القضية وصلت إلى المحاكم، حيث ربحت أسرة سعاد حسني دعوى قضائية ضد محمد شبانة، إبن شقيق عبد الحليم، إتهمته فيها بالتشهير، ورغم حكم القضاء، لا تزال القصة تُفتح بين الحين والآخر، وتُستخدم كوقود للجدل الإعلامي.
لماذا يُعاد فتح هذه القضايا الآن؟
السؤال الجوهري هو: ما الذي يدفعنا للنبش في تفاصيل شخصية لفنانين وممثلين فارقوا الحياة منذ سنوات، بل عقود؟ أهو البحث عن الحقيقة والعدالة؟ أم أن في الأمر مصالح مادية؟ شهرة؟ أم رغبة مضمونة في جذب الأضواء وتصدر الترند؟
في حالة بوسي شلبي، يقال إن الخلاف يدور حول قطعة أرض تُقدّر قيمتها بـ100 مليون جنيه، أما في حالة عبد الحليم وسعاد، فربما يكون الهدف إستعادة البريق، أو توظيف قصص الحب القديمة في سياق عاطفي لجذب المتابعين.
من المؤسف أن تتحول سيرة فنانين رحلوا وتركوا أثرًا لا يُمحى، إلى مادة للجدل أو وسيلة لتصفية الحسابات، هؤلاء الفنانون لم يعودوا بيننا ليدافعوا عن أنفسهم، وكل ما تبقى لنا هو إرثهم الإنساني والفني الذي يستحق أن نحترمه، لا أن نحطمه بمعارك جانبية.
فلنحترم حرمة الموت، لأننا إذا فقدنا هذا الإحترام، فقدنا شيئًا جوهريًا من إنسانيتنا.