اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
شهدت قرية 'باجليارا دي مارسي' الإيطالية حدثًا استثنائيًا تمثّل في ولادة أول طفل بها منذ نحو 30 عامًا، في واقعة أعادت الحياة والفرحة إلى هذه القرية الصغيرة الواقعة على سفوح جبل 'جيريفالكو' بمنطقة أبروتسو، وجذبت إليها اهتمامًا واسعًا محليًا وعالميًا.
وتعكس هذه القرية الريفية، التي لم تشهد أي مواليد جديدة لأكثر من ربع قرن، واقعًا أوسع تعيشه إيطاليا، حيث يتزايد عدد كبار السن، وتُغلق المدارس، وتتقلص القرى والمدن تدريجيًا، حتى باتت القطط في بعض المناطق أكثر عددًا من البشر، وفقًا لصحيفة 'الجارديان'.
وعلى مدار السنوات الماضية، غادر كثير من السكان القرية، فتناقص عددهم بشكل ملحوظ، وأصبحت القطط تتجول بحرية في شوارعها الضيقة، تدخل المنازل دون حرج، وتستقر فوق الجدران الحجرية المطلة على الجبال، في مشهد يعكس صمتًا فرضه تراجع سكاني طويل الأمد.
وساهمت ولادة الطفلة لارا بوسي، وهي الأولى في القرية منذ ثلاثة عقود، في رفع عدد السكان إلى قرابة 20 نسمة فقط. وأُقيم حفل تعميدها في الكنيسة المقابلة لمنزل أسرتها، بحضور جميع سكان القرية، بل وحتى بعض قططها التي أصبحت جزءًا من المشهد اليومي.
من جانبها، قالت والدتها، سينزيا ترابوكو، إن ابنتها المولودة في مارس الماضي أصبحت محط أنظار الكثيرين، مشيرة إلى أن أشخاصًا لم يسمعوا من قبل باسم القرية بدأوا في زيارتها لمجرد التعرف على موطن «لارا».
أزمة النمو السكاني في إيطاليا
وسلط هذا الحدث الضوء مجددًا على أزمة النمو السكاني في إيطاليا، حيث انخفض عدد المواليد إلى 369,944 مولودًا فقط في عام 2024، وهو أدنى رقم يُسجل على الإطلاق، وفقًا لوكالة الإحصاء الوطنية الإيطالية 'إيتات'.
ويأتي هذا الانخفاض امتدادًا لتراجع مستمر منذ 16 عامًا، مع وصول معدل الخصوبة إلى مستوى قياسي متدنٍ بلغ 1.18 طفلًا لكل امرأة، وهو من بين أدنى المعدلات داخل الاتحاد الأوروبي.
وترجع هذه الأزمة إلى عدة عوامل، من بينها عدم استقرار فرص العمل، وهجرة الشباب إلى الخارج، وضعف الدعم المقدم للأمهات العاملات، إضافة إلى تزايد حالات العقم بين الرجال، وقرار عدد متزايد من الأفراد عدم الإنجاب من الأساس.
وتبدو الأزمة أكثر حدة في منطقة أبروتسو، حيث أظهرت البيانات الأولية لعام 2025 انخفاضًا بنسبة 10.2% في عدد المواليد خلال الفترة من يناير إلى يوليو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن مستقبل القرى والمجتمعات الصغيرة في المنطقة.


























