خرجت المرأة السعودية عن حدود المألوف محليًا بامتهانها مهنة 'الباريستا' لتُبدع بحرفيّة لافتة للأنظار في المقاهي السعودية.

يجتمع عشق القهوة والفن في هذه المهنة، التي بدأت تنتشر بشكل كبير بين أوساط الشباب والشابات، والذين طوّروا أنفسهم بشغف لتقديم كوب قهوة بمذاق شهي ومنظر يستهوي رواد المقاهي ومدمني الكافيين، حيث تعتبر رائحة القهوة المطحونة واحدة من الـ روائح التي تساعد المكتئبين على الخروج من السلبية.

'الباريستا' أهم عنصر في المقهى الناجح

مفهوم 'الباريستا' لا يقتصر على مقدم أو مقدمة القهوة خلف كاشير المقهى وحسب، حيث أن هذا المفهوم توسّع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبدأ الإهتمام بقواعد وأصول هذه المهنة يتزايد مع زيادة رفاهية أبناء المجتمع ووعيهم بمذاقات القهوة وجودة البن وأنواعه وطرق التقديم المُبتكرة، لجعل عُشاق القهوة يتلذذون بهذا الكوب لإشباغ رغباتهم ومزاجهم، وهذا ما حتم وجود متخصصين ومدربين في هذا المجال.

عناصر ساعدت المراة السعودية لتكون 'باريستا' ناجحة

كسرت المرأة السعودية قالب 'المهنة المثالية'، وارتدت بكل فخر مئزر المقهى مُعبرة عن شغفها وطموحها إلى جانب مكنات القهوة وحماصات البن، لتثبت بجدارة قدرتها على تحمل أعباء العمل في المقاهي والمطاعم، وتقدم لمستها وذوقها وفنها على هيئة كوب مليء بالتفاصيل التي لن يكتشفها سوى الذواقة المخضرمين.

ساعد المرأة على دخول هذا المجال الإنتشار الكبير للمقاهي في مختلف مدن المملكة، التي حاولت التفرّد والإبتكار بما تقدمه من مشروبات وحلويات ومخبوزات، مهتمة بجانب جودة المنتجات وتميزها عما هو موجود في السوق المحلي، ذلك بالإضافة إلى الإهتمام بتفاصيل الديكورات المبتكرة، لخلق مساحة جاذبة لعُشاق الغرابة، والهاربين من ضجيج الشوارع إلى ملاذ هادىء ومريح للعمل أو لقاء الأصدقاء، أو حتى لمجرد الجلوس لقراءة كتاب، وكنا قد رصدنا لك مثالًا على ذلك في أغرب الكافيهات حول العالم!

كما كان لتقبل المجتمع السعودي وثقته بإمكانيات بنات وطنه، الدور البارز في زيادة جرأة السيدات على العمل داخل المقاهي والمطاعم، وتشجيعهن على كسب لقمة عيشهنّ بهذه المهنة.

مهارات وسمات مهنية وشخصية يجب توفرها في 'الباريستا'

هذا الإنتشار والتوّسع نجم عنه وجود مدربين متخصصين لتأهيل الراغبين بالعمل كـ 'باريستا'، وذلك لتعريفهم بأساسيات وأصول هذه المهنة، وصقل شغفهم ومواهبهم في مجال إعداد القهوة والمشروبات المختلفة، فهذه المهنة تتطلب مهارات عديدة غير حب القهوة وإعدادها، فهناك مهارات وسمات شخصية يجب على 'الباريستا' التمتع بها مثل: الحنكة والذكاء وسرعة البديهة، والتكييف، واللباقة، والمرونة، والعقلية المُدبرة.

في حين توجد مهارات مكتسبة وأكثر مهنية كالتي تتعلق بفنون التشكيل والتقديم، والرسم، وأساسيات الضيافة، مع التعمق بشكل أكبر في دراسة علوم وفنون صناعة القهوة، ومشتقات 'البن'، وطرق التحميص، والفروقات بين مصادر ودول البن، من حيث الطعم وطرق الإعداد.

يكمن نجاح المرأة السعودية في هذه المهنة بشكل خاص تبعًا لكونها سيدة ذات ذوق عالي في بداية الأمر، إضافة إلى كونها كسيدة تهتم بالتفاصيل وهذا ما يجعلها تلبي حاجة العملاء بشكل دقيق، عوضًا عن طموحها العالي ومثابرتها لتطوير ذاتها وتوسيع مداركها من خلال التدرب المستمر، والتجربة والاكتشاف.

وشهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من السيدات السعوديات اللواتي برزن في هذه المهنة، ليس كمجرد مُعدات قهوة محترفات في المقاهي، بل أيضًا كمدربات ومختصات في تعليم مهارات وفنون الـ'باريستا'، ليثبتنّ بذلك خوض المرأة السعودية وتداخلها إلى جانب الرجل في مختلف المهن والمجالات.

أكاديميات ومراكز لتدريب الـ 'باريستا'

وأصبح اليوم من السهل التعرف والتعمق في عالم فنون 'الباريستا' وذلك من خلال المعاهد والمراكز التي تقدم دورات معتمدة حول المملكة لكل الراغبين في صقل مهاراتهم والعمل في هذا المجال بشكل احترافي أو حتى افتتاح مقاهي ومتاجر لبيع مشروبات القهوة المختلفة، ومن أهم هذه المعاهد والأكاديميات التي تُقدم ورش عمل ودورات متخصصة في هذا المجال هي:

وتقدم هذه المعاهد دوراتها بشهادات معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، لتؤهل الحاصلين عليها للعمل في المقاهي والمطاعم، مع ضرورة التنويه إلى إلزامية حصول الراغبين بالعمل في هذا المجال على 'الكرت الصحي' وهذا من ضمن القوانين التي نصتها وزارة الشؤون القروية والبلدية والإسكان على العاملين في قطاع المطاعم والمقاهي حتى بنظام العمل المرن.

في الختام، تابعي معنا أيضًا مقاهي جديدة في الرياض تتحدى حدود المألوف فلا تفوتي زيارتها.