اخبار الإمارات
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- يفتقد سعر 'البيتكوين' إلى بهجة عيد الميلاد التي خيمت على الأسواق التقليدية، حيث استقر العملة المشفرة الأكبر في العالم عند مستوى 87,370 دولاراً، لتنهي عاماً مليئاً بالصخب في حالة نادرة من الجمود.
وضمن نطاق تداول ضيق يتراوح بين 85 و90 ألف دولار، فشل البيتكوين في إظهار أي مؤشرات على النشاط، وهو ما يتناقض مع طبيعته القائمة على التقلبات الحادة. ويأتي هذا الركود عقب خريف قاسٍ شهد انخفاضاً حاداً في أكتوبر حطم المستويات القياسية للعملة، لتفقد نحو 30% من قيمتها منذ ذلك الحين، وتتجه لتسجيل أسوأ أداء ربع سنوي لها منذ الربع الثاني من عام 2022.
ويكافح سوق الكريبتو لاستعادة توازنه في ظل أحجام تداول منخفضة وتراجع ملحوظ في المضاربات الفردية. والمثير للقلق هو تحول صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETFs) في السوق الأمريكية إلى بائعين صافين خلال الربع الأخير، مما أدى إلى تجفيف مصدر رئيسي للطلب كان المحرك الأساسي للارتفاعات السابقة. وفي الوقت الذي سجل فيه مؤشر 'ستاندرد آند بورز 500' مستويات قياسية كافأت مستثمري التكنولوجيا، بقي البيتكوين مهمشاً، بعد أن فشل في الانضمام لموجة الصعود الجماعية التي شهدها عام 2025، مما أثار تساؤلات حول نضج الأصول الرقمية وقبولها، وفق بلومبرج.
تألق الذهب المادي يخطف بريق 'الذهب الرقمي'
بينما كان يُروج للبيتكوين طويلاً على أنه 'الذهب الرقمي'، أثبت الواقع الميداني هذا العام تفوق المعدن الأصفر كأداة تحوط وحيدة ضد التقلبات. فقد قفز سعر الذهب إلى مستويات قياسية قاربت 4500 دولار للأوقية، محققاً مكاسب سنوية تجاوزت 70%، وهو أفضل أداء له منذ عام 1979. وفي المقابل، سجلت العملة الرقمية انخفاضاً بأكثر من 7% خلال العام، وفشلت في جذب التدفقات الدفاعية التي كانت ستدعم مكانتها كمخزن للقيمة. ويرى محللون أن رؤوس الأموال باتت تفضل الأصول المادية الملموسة للتحوط طويل الأمد، خاصة في ظل السياسات الاقتصادية المتغيرة للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن الناحية الفنية، زاد خطر حدوث تراجع أكبر بعد فشل البيتكوين في استعادة متوسطه المتحرك لـ 365 يوماً قرب 102,000 دولار، وهو المستوى الذي كان يمثل دعماً رئيسياً خلال الدورة الحالية. كما أدى اقتراب موعد انتهاء صلاحية عقود خيارات بقيمة 23 مليار دولار في نهاية هذا الأسبوع إلى تجميد الرهانات، مما عزز حالة الجمود. وبحسب خبراء الأبحاث في شركة 'BRN'، فإن غياب المشترين الراغبين في الدخول عند المستويات الحالية، بالتزامن مع انخفاض السيولة بسبب العطلات، جعل البيتكوين أصلًا 'مهمشًا' بانتظار محفزات جديدة قد لا تظهر قبل مطلع العام القادم.
عمليات بيع قسرية وآمال التعافي في 2026
يعزو مديرو المحافظ في صناديق التحوط هذا الانفصال بين البيتكوين ودورة الأخبار الإيجابية إلى استمرار عمليات البيع من قبل المستثمرين القدامى ونوبات البيع القسري التي أعقبت انهيار أكتوبر. ورغم هذه الضغوط، يرى البعض أن عمليات التوزيع قد استنفدت غرضها الآن، مما يضع البيتكوين في 'منطقة قيمة' قد تمهد الطريق لأداء أقوى في عام 2026. ومع ذلك، يظل السكون الحالي حكماً قاسياً على أصل بُني على الإثارة وينهي العام دون أي فائض، وهو ما يتناقض تماماً مع توقعات وول ستريت التي كانت تتطلع إلى دورة تتسم بالاستقرار والنمو المستدام.
ومع دخول العام الجديد، ستكون الأنظار موجهة نحو مدى قدرة البيتكوين على استعادة ثقة المؤسسات الكبرى وتجاوز صدمات السيولة. إن التحدي الحقيقي يكمن في إعادة تعريف هوية العملة المشفرة؛ فهل هي أصل عالي المخاطر يتبع أسهم التكنولوجيا، أم ملاذ آمن ينافس الذهب؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار التدفقات النقدية في الأشهر القادمة، خاصة مع استقرار ملامح السياسة المالية تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قد تفتح آفاقاً جديدة للتنظيم والقبول، أو تفرض ضغوطاً إضافية على الأصول الرقمية غير المنظمة.


































