ليس بالغريب على من تغنت بحب الوطن، أن تنال تكريماً يليق بما حملته من قيم وأخلاق ومبادئ، إنها اللبنانية الأولى، السيدة نعمت عون، نصف المجتمع، لا بل المجتمع ككل، هي من أكدت أن العيش المشترك حقيقة لبنان، وأن السلام رسالة، وأن الوحدة قوة، والحكمة إستمرار وإستقرار، ولبنان هو الحاضن لكل أولاده، المتعلمين، المثقفين، العاملين، الكادحين، لا شيء قادر على تفريقهم، وكل ما فيه هو لهم ومنهم.

بمبادرة من رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، حضرت اللبنانية الأولى نعمت عون بتواضعها، لتؤكد الثوابت الأساسية لكل لبناني، والتي تبدأ بالحب، وتُختتم بالأمل، بحضور رئيس وأعضاء المجلس البلدي، ورجال دين ونواب سابقين ومخاتير وأحزاب وجمعيات أهلية والصليب الأحمر اللبناني وجمعيات رسولية وكشفية وحشد من أبناء المنطقة.

بدأ اللقاء باستقبال عون على وقع موسيقى الكشاف من قبل الجمعيات الشبابية في الرعية، لتطل بعدها المرنمة جومانا مدور، وتحيي رسيتالاً بصوتها العذب، وهي التي تحمل الصلاة والخشوع بصوتها النقي، الذي يدخل إلى القلب والروح من دون إستئذان. بعدها كانت كلمة كاهن الرعية الأب سليم مخلوف، الذي رحب باللبنانية الأولى، ذاكراً أنها إبنة المنطقة، وإبنة الرعية، ثم تلتها كلمة باسم الجمعيات الروحية، ألقاها السيد جوزف نهرا، الذي تحدث عن سيرة حياة اللبنانية الأولى وإختصاصاتها، معبراً عن إعتزازه برئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون. وكانت كلمة لرئيس المجلس البلدي إدمون غاريوس، بإسم أبناء المنطقة، والذي تمنّى للسيدة عون كل التوفيق في مسيرتها الجديدة، وتحدث عن قيمتها اللبنانية الوطنية ووفائها للمنطقة التي نشأت فيها، وشكر المرنمة جومانا مدور التي أحيت الرسيتال.

إستهلت عون حديثها بتوجيه الشكر إلى المرنمة جومانا مدور والدكتور جوزيف خليفة، قائلة: 'أود أن أبدأ حديثي بالشكر للصديقة جومانا مدور، والدكتور جوزيف خليفة، فهو أستاذنا وزميلنا في الجامعة الأميركية اللبنانية'.

وحيّت عون رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، وشكرته على هذا التكريم الجميل.

وبعثت عون برسالتين، قائلة: 'أنا جذوري في الشياح، خلقت وتربيت، تعلمت وعملت، وتزوجت هنا، اليوم أنا برفقتكم لكي أبعث برسالتين، الرسالة الأولى إلى أمي وأبي اللذين سبقاني إلى السماء، ليلى وملحم، إبنَي الشياح، لأقول لهما إنني اليوم أقف هنا بفضل تعبكما وسهركما ومحبتكما ودعواتكما.

الرسالة الثانية إلى الجيل الجديد، الشياح منطقة حملت وجع سنين وبقيت صامدة بشموخ، منازلنا تهدمت والناس تألمت، ولكن الشياح لم تستلم ونحن لم نستسلم، اليوم الشياح ليست منطقة فقط، بل هي رسالة، ورمزاً للمحبة والتعايش والمواطنية، الشياح هي أهلها وناسها ونحن، ورغم كل شيء نبقى متمسكين بأرضنا وأحلامنا، والأهم ببعضنا البعض. الشياح تعلمنا أننا من تحت الرماد نستطيع أن نخلق الحياة، وحبنا للوطن يكبر مع كل تحدي. أنتم مستقبل لبنان، وأنتم مستقبل الشياح، أحبوها واخدموها، إجعلوا بصماتكم تعلّم في الشياح. بالنهاية أتمنى عليكم أن تحبوا بعضكم بعضاً، تعلّموا وتمسكوا بأحلامكم ولا تستسلموا، لأنني متأكدة أن النجاح ينتظر كل شخص منكم، وشكراً'.

وتلقّت بعدها السيدة عون تمثالاً للسيدة العذراء، وكانت فرصة لكل من أحب التقاط صورة تذكارية معها، ما دلّ على تواضعها ودماثة أخلاقها.

واختتم اللقاء بزيارة معرض نسقته رعية مار ميخائيل الشياح، الرعية المستضيفة، عبر كاهن الرعية الخوري سليم مخلوف، مع كل من عائلة الأخويات من فرسان وطلائع وشبيبة وأخوية أم وطريق الموعوظين الجديد وجماعة إيمان ونور والكشاف الموعوظين الجديد والكشاف الماروني وكشافة الأرز في رعية مار ميخائيل الشياح للموارنة، عائلة الأخويات وشبيبتها في رعية سيدة الخلاص للروم الكاثوليك، حركة الشبيبة الأرثوذكسية والكشاف الأرثوذكسي في رعية مار أنطونيوس للروم الأرثوذكس، الصليب الأحمر اللبناني، كاريتاس لبنان، جمعية صوت المرأة اللبنانية وجمعية الـYWCA، وقد قامت السيدة عون بالتعرّف على هذه الجمعيات.

في النهاية، نحن كلبنانيين نفتخر بوطنية ووفاء اللبنانية الأولى، ونهنئ رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس على رعايته لأبناء منطقته، ومحبته لهم.