اخبار العراق
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
في الذكرى الحادية عشرة لفتوى الجهاد الكفائي ضد تنظيم 'داعش' الإرهابي، استذكر عدد من القادة الأمنيين في العراق تلك الفتوى التي قلبت الموازين وحرّكت الشارع المحلي.
وأكد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، أن 'فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى علي السيستاني في العام 2014، شكّلت منعطفاً أمنياً وسياسياً وإنسانياً كبيراً في تاريخ العراق الحديث، خاصة في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي مر بها البلد آنذاك'.
وأوضح المحمداوي أن 'الفتوى كان لها تأثير مباشر وسريع، حيث استجاب لها أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته، وتدفّق عشرات الآلاف من المتطوعين إلى جبهات القتال، مما أسهم في تعزيز وإسناد القواطع الأمنية، ولاسيما في المناطق التي كانت تشهد ثغرات وإخفاقات أمنية'.
وأضاف أن 'مخرجات هذه الفتوى العظيمة بدأت بالظهور خلال أيام قليلة، وأسهمت بشكل واضح في إيقاف تمدد عصابات داعش الإرهابية، كما ساعدت في تعزيز صمود المناطق المحاصرة آنذاك مثل آمرلي، والضلوعية، وبلد، والبشير، وحديثة، والبغدادي، وعامرية الصمود'.
وأشار نائب قائد العمليات المشتركة إلى أن 'الفتوى منحت القادة الميدانيين فرصة لإعادة تنظيم القوات وتوظيف الموارد البشرية والمعدات والأسلحة، مما مهد للتخطيط بواقعية وثقة لاستعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية'.
وبيّن المحمداوي أن 'أولى ثمار هذه الجهود كانت في تحرير منطقة جرف النصر بمحافظة بابل في أغسطس 2014، وهو إنجاز استراتيجي مهم ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في بغداد وكربلاء وبابل وعامرية الصمود'، مضيفاً أن 'الانتصارات توالت بعد ذلك، حتى تحرير جميع الأراضي العراقية من براثن 'داعش'، وإعلان النصر العسكري الكامل في نهاية العام 2017'.
بدوره، أكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، أن 'العراق تجاوز الهجمة البربرية التي شنتها عصابات داعش الإرهابية بفضل تلاحم القوات الأمنية ودعم المرجعية الدينية العليا'، مشيدا 'بالدور الكبير الذي لعبته فتوى الجهاد الكفائي في توحيد الصف الوطني والتصدي للإرهاب'.
وقال التميمي: إنه 'بعد مرور العراق بالهجمة الإرهابية وسيطرة عصابات داعش على أجزاء من أراضي العراق، تمكنت القوات العراقية وبفضل وقفة المرجعية الدينية الشجاعة، ودعمها الكامل للقوات الأمنية عبر إصدار الفتوى المباركة، ما أسهم بشكل كبير في توحيد الجهود الأمنية والشعبية للتصدي لهذا الخطر الداهم'.
وأضاف أن 'اليوم، وبعد سنوات من التضحيات، ينعم العراق بالأمن والاستقرار، لاسيما في العاصمة الحبيبة بغداد، حيث إن الوضع الأمني جيد جداً، والحياة عادت إلى طبيعتها، كما أن التحسن الأمني انعكس بشكل إيجابي على الواقع الخدمي، حيث تشهد البلاد حركة إعمار في مختلف المجالات'.
وأشار التميمي إلى أن 'الفتوى المباركة كان لها دور مشرف في تعزيز الروح المعنوية للقوات الأمنية، وأعادت التلاحم الحقيقي بين الشعب والقوات المسلحة، ما أسهم في الوقوف صفا واحدا بوجه الإرهاب، وزيادة الثقة المتبادلة بين المواطن ورجل الأمن'.
من جهته، قال قائد الدفاع الجوي، الفريق الركن الطيار مهند غالب: إن 'فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى علي السيستاني، لعبت دورًا حاسمًا في إعادة التوازن للقوات العسكرية، وتعزيز الأمن الوطني العراقي في مواجهة تهديد تنظيم داعش الإرهابي'.
وأوضح أن 'الفتوى شكّلت نقطة تحول استراتيجية، حيث أدت إلى تعبئة وحشد أكثر من مليون ونصف المليون متطوع، وتشكيل قوة شعبية متماسكة والمتمثلة بالحشد الشعبي، الذي كان له دور فاعل ومساند للقوات الأمنية في عمليات التحرير'.
وأضاف أن 'الفتوى ساهمت بشكل كبير في رفع الروح المعنوية للمواطنين والمقاتلين، من خلال منح المعركة بعدًا دينيًا ووطنيًا، الأمر الذي أدى إلى توسيع المشاركة الشعبية، وتسريع وتيرة الانتصارات ضد داعش'، مشدداً على أن 'الفتوى غيّرت بوصلة المعركة لصالح القوات الأمنية'.
وأشار إلى أن 'الفتوى لم تقتصر آثارها على الجانب العسكري فقط، بل كان لها أثر بالغ في تعزيز الوحدة الوطنية، إذ التفّ العراقيون من مختلف المكونات حول هدف الدفاع عن الوطن، ما عزز النسيج المجتمعي، وساهم في استعادة مكانة العراق على المستويين الداخلي والخارجي'.
وأكد غالب أن 'الفتوى مثلت لحظة تاريخية فارقة، أثبتت قدرة العراقيين على التصدي لأخطر التحديات، وتحقيق النصر بإرادة شعبية راسخة تستند إلى مبادئ الدين والوطن'.
من جانبه، أكد رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء سعد معن، أن 'فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى علي السيستاني، كانت نقطة انطلاق حقيقية في توحيد صفوف العراقيين بمختلف مكوناتهم، ومثلت استجابة وطنية شاملة كان لها الدور الحاسم في إحباط مخططات عصابات داعش الإرهابية'.
وقال معن إن 'الفتوى المباركة شكلت لحظة مفصلية في تاريخ العراق الحديث، حيث استجاب لها العراقيون من جميع الطوائف والقوميات والمناطق، بعيداً عن أي اعتبارات دينية أو مذهبية أو قومية، وكانت تلك الاستجابة السريعة والمزلزلة تمثل نصف المعركة، ونصف النصر، قبل أن تبدأ المواجهة الميدانية'.
وأضاف أن 'الجهود التي بذلت بعد الفتوى لم تقتصر على العمل العسكري، بل شملت كل أشكال العطاء الوطني، من الدعم اللوجستي والمساعدات الإنسانية، إلى المواقف البطولية للمقاتلين العقائديين في الحشد الشعبي الذين آمنوا بتربة العراق، وقدموا التضحيات الغالية من أجل الدفاع عن الوطن'.
وشدد رئيس خلية الإعلام الأمني على 'ضرورة توحيد الجهود ونبذ الخلافات الجانبية لمواجهة التحديات الراهنة'، مؤكداً أن 'الروح الوطنية والإيمانية التي تجلت في استجابة العراقيين للفتوى لا تزال تمثل الحجر الأساس في صون سيادة البلد واستقراره'.
المصدر: وكالة الأنباء العراقية (واع)