اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر-سلمى محمد- بنت الصين في مختبر شديد الحراسة بمدينة شينزين ما سعت واشنطن لسنوات لمنعه؛ وهو نموذج أولي لآلة قادرة على إنتاج رقائق أشباه الموصلات المتطورة التي تقوم عليها تقنيات الذكاء الاصطناعي والأسلحة الاستراتيجية، وفقاً لما كشفته 'رويترز'.
ويشغل هذا النموذج مساحة طابق كامل في أحد المصانع، وقد تم بناؤه بواسطة فريق من المهندسين السابقين في شركة 'ASML' الهولندية العملاقة، الذين قاموا بهندسة عكسية لآلات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة (EUVs) التابعة للشركة.
تمثل آلات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة (EUVs) لب الحرب الباردة التكنولوجية الراهنة، إذ تُستخدم لرسم دوائر إلكترونية متناهية الصغر على رقائق السيليكون، بدقة تتجاوز نحافة شعرة الإنسان بآلاف المرات. وتعد هذه التقنية، التي يحتكرها الغرب، حجر الزاوية في صناعة المعالجات الأكثر قوة، إذ تزداد كفاءة الرقائق كلما نجحت الآلة في تقليص حجم الدوائر المنقوشة عليها.
ويصف المطلعون على المشروع هذا الجهد بأنه 'نسخة الصين من مشروع مانهاتن'، في إشارة إلى المشروع الأمريكي لتطوير القنبلة الذرية، إذ تهدف بكين من خلاله إلى إقصاء الولايات المتحدة تماماً من سلاسل توريد الرقائق الخاصة بها. رغم أن الآلة الصينية بدأت بالفعل في توليد الأشعة فوق البنفسجية المتطرفة، إلا أنها لم تنتج رقائق صالحة للاستخدام التجاري بعد؛ إذ لا تزال تواجه تحديات تقنية في تكرار دقة الأنظمة البصرية الغربية. ومع ذلك، يشير وجود هذا النموذج الأولي إلى أن الصين قد تكون أقرب بسنوات مما توقعه المحللون لتحقيق الاستقلال في مجال أشباه الموصلات، حيث تضع الحكومة الصينية هدفاً لإنتاج رقائق وظيفية بحلول عام 2028، بينما يرى خبراء أن عام 2030 هو الموعد الأكثر واقعية.
يُتوج هذا الإنجاز مبادرة صينية سرية استمرت ست سنوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي في أشباه الموصلات، كإحدى أولويات الرئيس شي جين بينغ. ويُدار المشروع، المعروف باسم 'مشروع شنتشن EUV'، تحت إشراف مباشر من دينغ شيويه شيانغ، فيما تتولى شركة 'هواوي' دور المنسق المركزي لشبكة تضم آلاف المهندسين والشركات والمعاهد البحثية الحكومية.
ولسنوات طويلة، ظلت شركة 'ASML' هي الوحيدة في العالم التي تتقن تكنولوجيا 'EUV' اللازمة لصناعة رقائق شركات مثل 'إنفيديا' و'AMD'. وقد استغلت الصين سوق المعدات المستعملة للحصول على قطع غيار من آلات قديمة، كما اعتمدت على مهندسين عائدين من الخارج برواتب ومكافآت ضخمة لكسر الحصار التقني الذي فرضته إدارة بايدن ومن بعدها إدارة ترامب، والتي تهدف لإبقاء الصين متأخرة في هذا المضمار الاستراتيجي.





















