اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٧ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تضررت مساحات واسعة من مشروع الجزيرة، الذي يُعد أكبر مشاريع الري في السودان، جراء أزمة عطش خانقة، وسط تصاعد الخلافات بين وزارة الري وإدارة المشروع، مما يعمّق مأساة المزارعين الذين يواجهون موسمًا زراعيًا شاقًا وظروفًا معيشية قاسية.
المشروع الذي كان يوصف لعقود بأنه «سلة غذاء السودان» تلقى ضربات موجعة خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث دُمّرت معظم أصوله ومعداته الزراعية، وتعرضت قنوات الري لتخريب واسع، فضلًا عن فقدان المزارعين ممتلكاتهم ومواردهم.
إفادات اتحاد المزارعين
رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، جاد كريم، أوضح في حديث لـ «سودان تربيون» أن منطقة «حداف ود الفضل» شُلّت بالكامل بسبب العطش، مؤكداً أن المناطق الشمالية والغربية والجنوبية تعاني من الأزمة ذاتها. وأضاف أن نسبة المساحات المزروعة لا تتجاوز 10% فقط، باستثناء أقسام المناقل، مشيرًا إلى أن ما زُرع حاليًا في شرق الجزيرة يعتمد على الأمطار وليس على الري.
خلافات حادة بين الري والإدارة
جاد كريم كشف كذلك عن خلافات عاصفة بين وزارة الري وإدارة المشروع، متهمًا الوزارة بالتقصير في واجباتها، فيما أشار إلى مشاكل داخلية بالمشروع مثل انتشار الطمي والحشائش وتعطل القنوات، الأمر الذي زاد الأزمة سوءًا.
أزمة تمويل خانقة
المزارعون يواجهون كذلك مأزقًا ماليًا حادًا، حيث رفضت جهات رسمية بينها بنك السودان ووزارة المالية والبنك الزراعي تقديم ضمانات للشركات والجهات الممولة. كما اشترط البنك الزراعي سداد جميع المتأخرات دفعة واحدة مقابل الحصول على تمويل جديد، وهو ما اعتبره المزارعون بمثابة «تعمد» من حكومة الأمر الواقع لإهمال المشروع.
اتهامات للحكومة بعدم الثقة
جاد كريم أكد أن الحكومة لا تثق في قدرة المزارعين على سداد التمويل ولا تملك الرغبة في تطوير المشروع، معتبرًا ذلك السبب الرئيس وراء تعثره. كما أشار إلى أن المزارعين يعيشون حالة من الإحباط والاستياء بسبب سياسات رئيس الوزراء كامل إدريس.
صراع سياسي داخل المشروع
الأزمة لم تقف عند حدود العطش والتمويل، بل امتدت إلى خلافات سياسية حادة. فقد أشار كريم إلى محاولات عناصر النظام السابق السيطرة على المشروع والتأثير على قرارات المزارعين، مؤكدًا أن هذه التحركات لم تعد تخدع المزارعين. وخلال زيارة رئيس الوزراء كامل إدريس إلى بركات، اندلع شجار بالأيدي بين أنصار النظام السابق وبعض المزارعين.
جدل حول اللجان التسييرية
كريم انتقد دعوات عناصر النظام السابق لتشكيل لجان جديدة في هذا الوقت، وذكّر بأنهم انتقدوا خلال الفترة الانتقالية وجود لجان تسييرية وعدّوها «حرامًا»، بينما اليوم يسعون إلى ذات الآلية معتبرينها «حلالًا» في ظل الحرب.
تضارب داخل لجنة الإعمار
أما على مستوى إعادة الإعمار، فأوضح كريم أن الخسائر لم يتم تقديرها بعد بسبب الخلافات داخل لجنة إعمار المشروع، حيث يشهد عمل اللجنة تضاربًا بين عناصر من النظام السابق وأعضاء من حركة العدل والمساواة، ما أدى إلى تعطيل أي جهد جاد.
قرارات سابقة عُرقلت
كما كشف كريم عن تعمد جهات داخل وزارة المالية عرقلة قرار أصدره رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك خلال الفترة الانتقالية، بتخصيص جزء من أموال المؤتمر الدولي للإغاثة لصالح تطوير مشروع الجزيرة، وهو ما ضاعف من أزمة المزارعين اليوم.