اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تقدم طبي واعد، أظهرت تجربة سريرية حديثة أن علاجًا تجريبيًا يستخدم خلايا CAR T ثنائية الهدف قد يكون قادرًا على إبطاء نمو الورم الأرومي الدبقي المتكرر (GBM)، وهو أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ عدوانية، حيث حقق نتائج غير مسبوقة في مرحلة مبكرة من التجارب السريرية، مانحًا الأمل لمرضى يعانون من هذا المرض القاتل.
تجربة سريرية أولية تُظهر تقلص الأورام لدى ثلثي المرضى
شملت الدراسة 18 مريضًا تم تشخيصهم بـ الورم الأرومي الدبقي المتكرر، وخضعوا جميعًا لعملية جراحية لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، تلاها حقن مباشر لخلايا CAR T في السائل النخاعي، وهي استراتيجية تستهدف بؤر الورم داخل الدماغ مباشرة. وسجل الأطباء استجابة إيجابية لدى 62% من المرضى (8 من أصل 13) الذين بقي لديهم ورم قابل للقياس بعد الجراحة.
وبالرغم من أن معظم الأورام عاودت النمو بعد شهر إلى ثلاثة أشهر، إلا أن بعض المرضى أظهروا علامات استقرار طويلة الأمد، حيث بقي اثنان منهم على قيد الحياة لأكثر من 6 أشهر دون تطور في المرض، بينما عاش ثلاثة مرضى أكثر من عام بعد العلاج، في حين تجاوز أحدهم 16 شهرًا دون تسجيل نمو جديد للورم، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا جدًا في هذه الفئة المرضية.
آلية العلاج: استهداف مزدوج يعزز من الفعالية داخل الدماغ
يعتمد هذا العلاج التجريبي على خلايا CAR T المعدلة وراثيًا لاستهداف بروتينين شائعين في خلايا أورام الدماغ، وهما:
وقد تم تطوير هذا النهج في مختبر الدكتور دونالد أورورك بجامعة بنسلفانيا، فيما أوضح الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور ستيفن باغلي، أن 'رؤية هذا الانكماش الملحوظ في الورم تمثل خطوة غير مسبوقة، خاصة في ظل فشل جميع العلاجات المناعية السابقة مع هذا النوع من السرطان'.
مؤشرات حيوية مشجعة على استمرار فعالية العلاج
وأظهرت التحاليل المتقدمة أن خلايا CAR T بقيت نشطة في أجسام بعض المرضى حتى بعد مرور عام على العلاج، حيث تم رصدها في السائل النخاعي، كما أظهرت الأنسجة المستأصلة من الأورام وجود تسلل مناعي واسع للخلايا التائية ونشاط متزايد للبلاعم المناعية، وهو ما يدل على استمرارية الأثر العلاجي داخل الجسم.
التحديات: أعراض جانبية عصبية لكنها قابلة للإدارة
رغم النتائج الإيجابية، سجلت التجربة 10 حالات من الأعراض العصبية من الدرجة الثالثة، وهي آثار جانبية معروفة لعلاجات CAR T، إلا أن الطاقم الطبي تمكن من إدارتها بفعالية دون مضاعفات دائمة، ما يشير إلى درجة أمان مقبولة تسمح بالانتقال للمرحلة التالية من التجارب.
خطوة نحو علاج المرضى في المراحل المبكرة
بناءً على تلك النتائج، قام الفريق البحثي بتحديد الجرعة القصوى الآمنة تمهيدًا لتجربة سريرية جديدة تستهدف مرضى تم تشخيصهم حديثًا، على أمل أن تكون الاستجابة أفضل عند إعطاء العلاج في المراحل المبكرة من تطور المرض، قبل أن يستفحل الورم أو يقاوم العلاجات الأخرى.
عرض النتائج في أهم مؤتمر للأورام في العالم
تم عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) لعام 2025، وهي من أبرز الفعاليات العالمية في هذا المجال، كما نُشرت الدراسة بالتفصيل في مجلة Nature Medicine، ما يمنحها مصداقية علمية عالية ويمهد لاعتماد أوسع لهذا النهج في السنوات القادمة.