اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شددت مصر مجدداً على موقفها الرافض لما وصفته بـ«التحركات الأحادية» في حوض النيل الشرقي، في إشارة مباشرة إلى مشروع سد النهضة الإثيوبي، الذي دشّنته أديس أبابا في التاسع من سبتمبر الجاري.
وترى القاهرة أن هذه الخطوة تهدد أمنها المائي وتضرب بمصالحها الوجودية عرض الحائط، في ظل غياب أي اتفاق قانوني ملزم مع دول المصب.
عبد العاطي يوجه رسالة قوية من نيويورك
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، خلال لقائه وزير خارجية كوريا الجنوبية ورئيس مجلس الأمن الحالي تشو هيون، إن «مياه النيل قضية وجودية لمصر، ولن تقبل القاهرة بأي مساس بحقوقها المائية»، مؤكداً أن بلاده «ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائي اتساقاً مع قواعد القانون الدولي».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد شدد الأسبوع الماضي، خلال محادثاته مع الرئيس الرواندي بول كاغامي في قصر الاتحادية بالقاهرة، على أن «ملف المياه يمثل قضية وجودية لمصر، خصوصاً في ظل الندرة المائية الشديدة»، مضيفاً أن «التعاون بين دول حوض النيل يجب أن يقوم على التفاهم والمصالح المشتركة لا على الإملاءات».
تصاعد التوتر بعد افتتاح السد
إعلان الحكومة الإثيوبية افتتاح السد رسمياً هذا الشهر، أثار غضب القاهرة والخرطوم، إذ سارعت مصر إلى مخاطبة مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن «افتتاح السد لا يمنحه غطاءً شرعياً، بل يظل إجراءً أحادياً مخالفاً للأعراف والقانون الدولي»، مشيرة إلى أنها «لن تغض الطرف عن مصالحها الوجودية في نهر النيل».
مصر تحت خط الفقر المائي
وتعتمد مصر على نهر النيل بنسبة تصل إلى 98% كمصدر وحيد للمياه، إذ تحصل سنوياً على 55.5 مليار متر مكعب، في وقت تشير فيه بيانات وزارة الري إلى أن نصيب الفرد لا يتجاوز 500 متر مكعب سنوياً، وهو ما يضع البلاد تحت خط الفقر المائي العالمي.
تحركات دبلوماسية مكثفة
على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش عبد العاطي مع نظيره الكوري الجنوبي ملف الأمن المائي، مؤكداً رفض مصر لأي إجراءات أحادية تتعلق بالسد، في وقت تكثف فيه القاهرة تحركاتها لحشد دعم دولي لموقفها. وقالت السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية سابقاً، إن «القاهرة تستهدف حشد رأي عام دولي متفهم لشواغلها وحقوقها المائية»، مشددة على أن «تعريف المجتمع الدولي بمخاطر السد يُشكل ورقة ضغط على أديس أبابا».
اتفاق المبادئ ما زال قائماً
ورغم التوتر، تؤكد القاهرة أن الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق، مستندة إلى «إعلان المبادئ» الذي وقعته مع السودان وإثيوبيا في مارس 2015، والذي نص على عدم إحداث ضرر جسيم لدول المصب وعلى ضرورة الإدارة المشتركة للسد. وترى مصر أن تفعيل هذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لتجنب التصعيد وضمان مصالح جميع الأطراف.