«العدل الدولية» تشتعل باتهامات السودان.. هل تواجه الإمارات محكمة التاريخ؟

لاهاي- نبض السودان

في جلسة استماع عاصفة وحاسمة أمام محكمة العدل الدولية بـ'لاهاي'، كشف وزير العدل السوداني الدكتور معاوية عثمان عن تفاصيل صادمة بشأن الدور الإماراتي في دعم مليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن هذا الدعم هو السبب الرئيسي فيما وصفه بـ'الإبادة الجماعية'، التي طالت قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور، عبر القتل والاغتصاب والتهجير القسري وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.

دعم لوجستي مفضوح من أبوظبي للمليشيا

وأوضح وزير العدل، في الجلسة التي انعقدت اليوم، أن الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع لم يكن دعمًا عابرًا أو عشوائيًا، بل ممنهجًا ومستمرًا، حيث شمل توفير الأسلحة والذخائر والتمويل، إلى جانب تسيير رحلات جوية مباشرة عبر مطار أم جرس، الذي تحول إلى نقطة ارتكاز رئيسية للإمداد العسكري.

إبادة ممنهجة بدعم خارجي

وأشار الوزير إلى أن ما جرى ضد قبيلة المساليت من قتل جماعي واغتصابات وحرق للمنازل ومطاردة للأهالي في شوارع الجنينة، لا يمكن فصله عن الدعم الإماراتي، مؤكدًا أن هذه الأفعال تشكل إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، التي تُلزم بتحديد الدول الداعمة أو المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر.

دعوة لتدابير مؤقتة عاجلة ضد الإمارات

وقال الوزير إن السودان تقدم أمام محكمة العدل الدولية بطلب لاتخاذ تدابير مؤقتة عاجلة تجاه الإمارات، لوقف دعمها المستمر للدعم السريع، الذي يسعى لتنفيذ نفس سيناريو الإبادة الجماعية في مناطق أخرى، وعلى رأسها الفاشر ومعسكرات النزوح القريبة منها، مؤكدًا أن السكوت على هذه الأفعال يهدد آلاف المدنيين الأبرياء.

إدانة دولية مرتقبة؟

وتأتي هذه التصريحات في إطار دعوى رسمية قدمتها الحكومة السودانية ضد الإمارات، ما ينذر بتحولات خطيرة في العلاقات الإقليمية والدولية، في ظل متابعة دقيقة من المنظمات الحقوقية الدولية ومراقبي الأمم المتحدة، الذين وثّقوا مشاهد دمار واسعة في الجنينة وأطراف دارفور، تُنسب مباشرة إلى مليشيا الدعم السريع.

تداعيات قانونية كبرى على الإمارات

ويرى مراقبون أن هذه القضية، في حال قبولها قانونيًا من قبل المحكمة الدولية، قد تفتح الباب أمام محاسبة دولية للإمارات، سواء في شكل عقوبات دبلوماسية واقتصادية أو إدانات رسمية من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما قد تُعرض مسؤولين رسميين إماراتيين للمساءلة أمام محاكم دولية.

رسالة قوية من السودان للمجتمع الدولي

وختم وزير العدل حديثه برسالة واضحة، دعا فيها المجتمع الدولي إلى عدم التستر على الجرائم الجارية في السودان، محذرًا من أن دعم المليشيات لا ينتهي فقط بمجزرة واحدة، بل هو مقدمة لمزيد من الكوارث إذا لم يتم إيقافه بشكل عاجل.