اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور خطير داخل صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، اتهمت استخبارات الجيش الشعبي القيادي البارز بالحركة، جاتيقو أموجا دلمان، رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي، والمقيم حاليًا بالعاصمة الكينية نيروبي، بالتجسس لصالح مليشيا الدعم السريع مقابل مبلغ مالي كبير.
خمسون ألف دولار مقابل تسريبات عسكرية
وبحسب مصادر مطلعة داخل الحركة، فإن جاتيقو دلمان متهم بتسريب معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة تتعلق بالجيش الشعبي لتحرير السودان–شمال إلى استخبارات مليشيا الدعم السريع، وذلك مقابل مبلغ مالي قدره خمسون ألف دولار، وهو ما وصفه مراقبون بأنه يمثل اختراقًا خطيرًا للأجهزة التنظيمية والعسكرية داخل الحركة.
أمر قبض من عبد العزيز الحلو
وبحسب المصادر ذاتها، فإن عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية–شمال، أصدر توجيهًا رسميًا بتاريخ 14 يوليو 2025، يقضي بإلقاء القبض على دلمان وترحيله فورًا إلى سجن 'كودي' بمدينة كاودا، حيث سيواجه تحقيقًا داخليًا ومحاكمة حزبية قد تُفضي إلى طرده نهائيًا من الحركة.
توترات داخلية وتحالفات مشبوهة
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات الداخلية في تحالف ما يُعرف بـ'تأسيس الدولة الجديدة'، حيث بدأت تظهر انقسامات حادة واتهامات متبادلة بين قيادات الصف الأول حول قضايا التمويل، الولاءات الخارجية، والارتباط بمليشيات مسلحة متورطة في الصراع السوداني.
ويرى محللون أن اتهام دلمان بالتجسس يعكس حجم التصدع داخل قيادة الحركة الشعبية، خاصة مع ما تردد في كواليس الاجتماعات المغلقة حول وجود اختراقات متعددة من أطراف خارجية لأجهزة صنع القرار داخل الحركة.
تداعيات محتملة على وحدة الحركة
ويُتوقع أن يُلقي هذا الاتهام بظلال قاتمة على وحدة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وقد يؤدي إلى حملات تطهير داخلية تطال قيادات أخرى يشتبه في ارتباطها بأي جهة خارجية أو انخراطها في تحركات مناهضة لخط الحركة الرسمي.
سجن 'كودي': مصير المنتقدين والمعارضين
ويُعد سجن 'كودي' أحد المراكز التابعة للحركة في مدينة كاودا، وغالبًا ما يُستخدم لاحتجاز العناصر التي تُتهم بالخيانة أو التخابر، وقد سبق أن شهد محاكمات تنظيمية قاسية بحق قيادات عارضت توجهات الحلو في مراحل سابقة.
صمت رسمي وترقب سياسي
حتى الآن، لم تُصدر قيادة الحركة الشعبية أي بيان رسمي بشأن تفاصيل القضية، بينما التزمت وسائل الإعلام الموالية لها صمتًا لافتًا، في وقت يتابع فيه المراقبون السياسيون هذه التطورات باهتمام بالغ، لما لها من تأثيرات محتملة على مستقبل التحالفات العسكرية والسياسية في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق.