هل تنقذ التحويلات الخارجية الجنيه من الانهيار؟

متابعات- نبض السودان

تشهد سوق العملات في السودان حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات الثلاثاء، وذلك بعد فترة طويلة من التقلبات الحادة التي ألقت بظلالها على الاقتصاد الوطني والمعيشة اليومية للمواطنين. ويأتي هذا الاستقرار في ظل ظروف اقتصادية معقدة، بينما يواصل البنك المركزي والجهات المختصة جهودهم للسيطرة على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني.

سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني

بلغ سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السودانية 3580 جنيهاً مقابل الجنيه السوداني، وهو ما يعكس ثباتًا نسبيًا مقارنة بالفترات السابقة التي شهدت ارتفاعات كبيرة ومفاجئة. ويُعزى هذا التثبيت إلى جهود رسمية مكثفة لتوفير النقد الأجنبي وتقليل المضاربات التي كانت السبب الأبرز في تهديد استقرار العملة الوطنية.

أسباب الاستقرار وتأثيره على السوق

يرجع هذا الهدوء النسبي إلى تدخل البنك المركزي عبر بيع الدولار بأسعار مدروسة، بجانب تحسن تدفقات العملة الصعبة من مصادر متعددة مثل التحويلات الخارجية وبعض الصادرات. كما أسهمت التهدئة السياسية في رفع ثقة المتعاملين داخل السوق، ما انعكس مباشرة في تقليل حدة المضاربات.

ويؤكد اقتصاديون أن هذا الاستقرار يمنح المواطنين القدرة على شراء العملات الأجنبية للسفر أو التجارة بسهولة أكبر، كما يساعد التجار في تحديد أسعار السلع المستوردة بشكل أوضح، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على أسعار الأسواق المحلية.

تحديات اقتصادية مستمرة

ورغم الاستقرار المؤقت، فإن الاقتصاد السوداني لا يزال يواجه تحديات عميقة، أبرزها التضخم المرتفع وضعف الإنتاج في قطاعات حيوية مثل الصناعة والزراعة، إلى جانب القيود المفروضة على التحويلات المالية. ويترقب الشارع السوداني خطوات جادة في ملف رفع الدعم وتعديل السياسات الاقتصادية بما يسهم في دعم العملة الوطنية على المدى الطويل.

آمال مشوبة بالحذر

يبدي المواطنون والخبراء آمالًا حذرة إزاء هذا الاستقرار الأخير، إذ يخشون من أي تغيرات مفاجئة في الأوضاع السياسية أو الاقتصادية قد تعيد السوق إلى دائرة التقلبات. وتبقى الأنظار متجهة نحو قدرة الجهات الرسمية على المحافظة على الاستقرار الراهن، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تحيط بالاقتصاد السوداني.