اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
ودمدني- نبض السودان
تواصلت لليوم الثاني على التوالي بمدينة ودمدني، حاضرة ولاية الجزيرة، عمليات نبش المقابر الجماعية التي تم اكتشافها داخل مبنى سينما حي الزمالك، وذلك تحت إشراف النيابة العامة ممثلة في مولانا علاء الدين خليفة، وبحضور العقيد شرطة مجاهد حسن محمد الحسن مدير إدارة المباحث والتحقيقات الجنائية بالولاية، والدكتور حافظ دفع الله اختصاصي الطب العدلي، إلى جانب فريق إدارة الأدلة الجنائية وشرطة القسم الشرقي (دائرة الاختصاص) وقسم شرطة مارنجان.
تفاصيل مأساوية في قلب ودمدني
شاركت في عمليات النبش أيضًا السلطات الصحية والهلال الأحمر السوداني والصليب الأحمر الدولي ومندوب برنامج الصندوق الأسود، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي تتكشف فصولها يومًا بعد يوم في المنطقة.
ووفقًا للتفاصيل المؤكدة، تم تقييد دعوى جنائية تحت المادة (47) من قانون الإجراءات الجنائية بقسم شرطة مارنجان، وبعد استكمال التحريات وجمع البينات، تم تعديل الإجراءات لتشمل المواد (186/50/51/130) من القانون الجنائي، ووجهت التهم مباشرة إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة.
العثور على مقبرتين جماعيتين في حي الزمالك
تمكنت الفرق الميدانية من العثور على مقبرتين جماعيتين قرب مبنى سينما الزمالك، تحتويان على رفات تعود لعدد من الطلاب والمعلمين، والذين أُعلن أنهم لقوا حتفهم نتيجة التعذيب في معتقلات تتبع لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
وفي يوم الأربعاء، عثرت السلطات على أربع جثث جديدة، ليرتفع العدد الكلي للجثث المكتشفة حتى الآن إلى 14 جثة، تم دفنها بمقابر مارنجان (حلة حسن)، بعد اتخاذ كافة الإجراءات الجنائية والطبّية اللازمة.
تحليل الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا
قامت الفرق المختصة بأخذ عينات من الجثث التي لم يتم التعرف عليها، وأجريت تحاليل DNA لتحديد هوية الضحايا، وسط توقعات بأن تحتوي هذه المقابر على المزيد من الضحايا الذين لم يتم الكشف عنهم بعد.
وأكدت السلطات أن عمليات البحث ستُستأنف بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، بحثًا عن جثث أخرى يُعتقد أنها مدفونة في نفس الموقع أو في مواقع مجاورة، في ظل استمرار التحقيقات والتنسيق مع الجهات ذات الصلة.
شرطة الجزيرة تستنكر.. والدعم السريع في قفص الاتهام
من جانبها، أصدرت رئاسة شرطة ولاية الجزيرة بقيادة اللواء شرطة عبدالاله علي أحمد محمد بيانًا أكدت فيه متابعتها اللصيقة للإجراءات عبر دائرة الجنايات، وأعلنت عن إدانتها الشديدة لانتهاكات مليشيا الدعم السريع، محمّلة إياها المسؤولية عن هذه الجرائم الوحشية، التي تسببت في مقتل ودفن عدد كبير من الأبرياء في مقابر جماعية مجهولة.
جهود مكثفة قادت إلى الاكتشاف الصادم
وكانت أتيام شرطة الولاية المتخصصة قد بدأت منذ تحرير مدينة ودمدني في تكثيف عمليات البحث والتحقيق، ما أسفر عن اكتشاف هذه المقابر الجماعية، التي تعد من أبشع الجرائم المرتكبة في الحرب الجارية.
تعمل الشرطة الآن على توثيق الأدلة الجنائية بالتعاون مع الجهات العدلية والطب العدلي والمنظمات الدولية، وسط دعوات متصاعدة لمحاسبة المتورطين وتقديمهم للعدالة.