بحري تكسر حاجز الصمت.. أول امتحانات بعد عامين من الغياب

بحري – نبض السودان

في خطوة وصفت بأنها بداية جديدة للحياة الأكاديمية في السودان، استأنف طلاب كلية اللغات بجامعة بحري صباح اليوم امتحاناتهم داخل المقر الرئيسي للكليات في الكدرو، لتصبح بذلك جامعة بحري أول جامعة سودانية تُجري امتحاناتها داخل مقرها منذ انقطاع دام لعامين كاملين بسبب الظروف الاستثنائية التي عصفت بالبلاد.

عودة طال انتظارها وسط أجواء مفعمة بالحماس

شهدت أروقة الجامعة أجواءً من الترقب والحماس، تخللتها مشاعر الفخر والالتزام من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، في ظل عودة العملية التعليمية إلى مجراها الطبيعي، بعد توقف اضطراري دام طويلاً. وقد جاء انطلاق الامتحانات تتويجًا لتحضيرات استمرت لأسابيع، بهدف تهيئة البيئة الجامعية ورفع جاهزية القاعات لاستقبال الطلاب.

حضور رسمي يؤكد الجدية والالتزام

وشهدت الجلسة الافتتاحية للامتحانات حضورًا رسميًا وإداريًا بارزًا، حيث تقدم الصفوف نائب عميد كلية اللغات، ومدير مركز امتحانات ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى عميد كلية الدراسات الاجتماعية والاقتصادية، ونائب عميد كلية التربية. ويعكس هذا الحضور مستوى التنسيق العالي بين الكليات المختلفة داخل جامعة بحري، وحرصها على المضي قدمًا في استعادة استقرارها الأكاديمي.

تجهيزات دقيقة تعكس الاستعداد الكامل

أولت إدارة الجامعة اهتمامًا كبيرًا بتجهيز القاعات بشكل متكامل، حيث جرى تنظيفها وترتيب مقاعدها بشكل يضمن راحة الطلاب، فضلًا عن توفير وسائل الإضاءة والتهوية الملائمة، ما ساهم في خلق أجواء مثالية داخل اللجان. كما تم تنظيم عملية الإجلاس وفق المعايير الأكاديمية المتبعة، بما يضمن العدالة والانضباط.

إشادة بالجهود الأكاديمية والتنظيمية

وفي تصريح مقتضب، أكد نائب عميد كلية اللغات أن استئناف الامتحانات داخل مقر الجامعة يُعد نقلة نوعية وخطوة أساسية نحو استعادة الاستقرار الأكاديمي الكامل. وأشاد بالجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة الجامعة والكوادر التعليمية من أجل إنجاح هذه المرحلة الدقيقة، رغم التحديات اللوجستية والأمنية التي ما زالت تفرض نفسها على المشهد السوداني.

الطلاب: عازمون على مواصلة مشوارهم رغم كل شيء

وعبّر عدد من طلاب كلية اللغات عن سعادتهم الغامرة بعودة الامتحانات، مؤكدين تمسكهم بالأمل ورغبتهم الصادقة في استكمال مسيرتهم التعليمية، رغم ما واجهوه من ظروف قاهرة خلال العامين الماضيين. واعتبروا أن إجراء الامتحانات داخل الحرم الجامعي يُشكل علامة فارقة تعيد إليهم الإحساس بالأمان والانتماء للمؤسسة التعليمية.

إجراءات مشددة تضمن الانضباط والعدالة

تجري الامتحانات وفق الجدول المعلن مسبقًا، وسط إجراءات تنظيمية مشددة تهدف لضمان الانضباط داخل اللجان، ومراعاة العدالة بين الطلاب كافة. ويأتي ذلك في ظل التزام كامل من إدارة الجامعة بتوفير كل مقومات الراحة والتركيز للطلاب، وتفادي أي عراقيل قد تؤثر على سير الامتحانات.

جامعة بحري.. نموذج أكاديمي يحتذى به

خطوة جامعة بحري في استئناف الامتحانات داخل مقرها الرسمي تمثل نموذجًا يحتذى به لبقية الجامعات السودانية، وتبرهن على قدرة المؤسسات التعليمية على التعافي التدريجي من آثار الأزمات، متى توفرت الإرادة والإدارة الفعالة