اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تترقب مصر والعالم افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم المخصص بالكامل للحضارة المصرية القديمة، في الأول من نوفمبر المقبل، في حدث عالمي يمثل ذروة جهود استمرت سنوات طويلة لتشييد صرح ثقافي وسياحي يليق بعظمة التاريخ المصري القديم.
ويُعد هذا الافتتاح المرتقب نقطة تحول في طريقة عرض وتوثيق آثار الفراعنة بأساليب حديثة ومبتكرة تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا.
استعدادات مكثفة على المستويين المحلي والوطني
تجري التحضيرات النهائية على قدم وساق بين مختلف الوزارات والجهات المعنية في مصر استعدادًا ليوم الافتتاح الكبير، الذي من المتوقع أن يشهده عدد من قادة وزعماء الدول وكبار الشخصيات العالمية، إلى جانب نخبة من علماء الآثار والمؤرخين والمهتمين بالتراث الإنساني. وتعد هذه الفعالية تتويجًا لعقود من العمل والتخطيط، إذ سيُعرض داخل المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، مع تخصيص أجنحة خاصة للملك توت عنخ آمون ومجموعته الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.
تطوير طريق الفيوم استعدادًا للحدث العالمي
وفي إطار الاستعدادات الجارية، أعلنت محافظة الجيزة عن الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة طريق الفيوم بالكامل، الذي يمثل أحد المحاور الرئيسية المؤدية إلى المتحف المصري الكبير. وأوضحت المحافظة في بيان رسمي أن عمليات التطوير شملت الرصف والتجميل والإنارة وتوسعة الطرق، لضمان انسيابية الحركة المرورية وظهور الطريق في أبهى صورة أمام الزوار والوفود المشاركة في الافتتاح.
وأكدت المحافظة أن طريق الفيوم أصبح واجهة مشرفة لمحافظة الجيزة بعد اكتمال أعمال التطوير التي غيرت ملامحه كليًا، مشيرة إلى أن الجهود تركز على إبراز الوجه الحضاري والجمالي للمناطق المحيطة بالمتحف والطرق المؤدية إليه، بما يليق بمكانة مصر الثقافية والسياحية أمام العالم.
خطة تطوير شاملة لمحيط المتحف المصري الكبير
شمل مخطط التطوير الشامل المنطقة الممتدة من ميدان الرماية مرورًا بطريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي وصولًا إلى مطار سفنكس، إضافة إلى تطوير طريق الفيوم والطريق الدائري ومحوري المريوطية والمنصورية. وتضمنت الخطة تنفيذ أعمال رصف وتوسعة شاملة للطرق والمحاور، وزراعة آلاف الأشجار والنخيل، وتركيب أنظمة إنارة متطورة موفرة للطاقة، وطلاء واجهات العقارات المحيطة بالمتحف.
كما تم تنفيذ مجموعة من المجسمات الفنية المستوحاة من رموز الحضارة المصرية القديمة وشخصياتها التاريخية والدينية والثقافية، بهدف إضفاء طابع فني وجمالي مميز على المنطقة. وتعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة الدولة لإبراز المتحف كأيقونة حضارية تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتطور.
استعدادات محافظة القاهرة للحدث المرتقب
وفي العاصمة القاهرة، تكثف الأجهزة التنفيذية جهودها استعدادًا لافتتاح المتحف الكبير. حيث أعلن الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، أن المحافظة أعدت خطة ترويجية موسعة تهدف إلى إبراز الحدث أمام ضيوف مصر من مختلف أنحاء العالم، بما يعكس الصورة الحضارية للدولة المصرية.
وأكد صابر خلال اجتماعه بنواب المحافظ ورؤساء الأحياء على ضرورة رفع كفاءة الطرق والمحاور التي ستسلكها الوفود الرسمية لحضور الاحتفالية، بالإضافة إلى الاهتمام بأعمال النظافة والتجميل والإضاءة في الشوارع والميادين الرئيسية المؤدية إلى المتحف، لإظهار القاهرة في أبهى صورة أمام أنظار العالم.
شاشات عرض وبث مباشر في ميادين القاهرة
وكشف محافظ القاهرة أن المحافظة خصصت عدداً من شاشات العرض العملاقة في ميادين العاصمة لبث مواد ترويجية وأفلام وثائقية عن المتحف المصري الكبير، ضمن حملة إعلامية واسعة للترويج للحدث التاريخي. وتشمل مواقع العرض ميدان عبدالمنعم رياض، وميدان رمسيس، وأعلى كوبري أكتوبر في غمرة والجبلاية، إلى جانب ميدان صلاح سالم باتجاه المطار، ومنطقة وزارة المالية في حي غرب مدينة نصر، ومطلع كوبري 15 مايو بالزمالك.
كما ستشهد شوارع القاهرة عروضاً كرنفالية وفعاليات فنية وثقافية مصاحبة للاحتفالية، لتعكس روح الفرح والفخر بالإنجاز الذي يُعد من أضخم المشاريع الثقافية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين.
المتحف الكبير.. صرح عالمي بمعايير غير مسبوقة
المتحف المصري الكبير، الذي يقع على مقربة من أهرامات الجيزة، يمتد على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ويضم قاعات عرض ضخمة ومناطق تفاعلية ومعامل ترميم ومراكز بحثية حديثة. كما يضم المتحف قاعة ضخمة لعرض التماثيل العملاقة، ومتحفًا للأطفال، ومركزًا لتعليم الآثار، ومناطق تجارية وثقافية وسياحية تجعل منه وجهة متكاملة للزائرين من مختلف دول العالم.
ويهدف المتحف إلى تقديم تجربة تفاعلية تربط بين الإنسان والحضارة المصرية القديمة عبر استخدام أحدث تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد والإضاءة الذكية والتطبيقات الرقمية، مما يجعل الزائر يعيش تجربة غامرة تعيد إحياء التاريخ في شكل عصري.


























