اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
▪️في تطور نوعي من عمر الحرب، استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لمليشيا التمرد مطار هجليج ومكتب جهاز المخابرات العامة، في هجوم مزدوج يعكس انتقال الصراع من المواجهة العسكرية المباشرة إلى ضرب شرايين الاقتصاد الوطني. فبينما يمثل مكتب المخابرات هدفاً أمنياً ورمزياً لإظهار قدرة المليشيا على النفاذ إلى مؤسسات الدولة السيادية، فإن استهداف المطار والمنطقة النفطية يوضح أن المعركة لم تعد محصورة في الجبهات التقليدية، بل امتدت لتطال العصب الاقتصادي للبلاد.
▪️يستحضر هذا الهجوم ما حدث في بورتسودان قبل أشهر، حين ضربت المسيّرات مطار المدينة ومستودعات الوقود ومحور الميناء التجاري الأكبر، وسجلت خسائر في اليومين الأولين قبل أن تتمكن الدفاعات الأرضية من السيطرة وإسقاط كل الطائرات المسيّرة. هذا النمط يوضح أن الحرب لم تعد مجرد مواجهة ميدانية، بل تشمل استهداف الموانئ، المطارات، النفط، والوقود كأهداف استراتيجية.
_حرب الاستنزاف الاقتصادي_
▪️لم تعد الحروب الحديثة تقاس بما يُكسب أو يُفقد من مساحات الأرض، بل بما يُنهك أو يُصمد من موارد الاقتصاد. استهداف البنى التحتية النفطية والموانئ جزء من استراتيجية الاستنزاف الاقتصادي، التي تهدف إلى تجفيف موارد الدولة وإضعاف قدرتها على تمويل الحرب.
▪️هذا النموذج ليس استثناءً سودانياً؛ فقد رأيناه في اليمن حين استخدم الحوثيون المسيّرات لضرب منشآت النفط والمطارات السعودية، وفي ليبيا حيث كانت الموانئ النفطية محور الصراع الفعلي، وفي سوريا حيث أثقل الحصار الاقتصادي واستهداف الطاقة كاهل الدولة أكثر من المعارك العسكرية نفسها.
_الإمارات.. الوجه الخفي_
▪️كل الخيوط تقود إلى لاعب واحد: الإمارات. فهي لم تكتفِ بتمويل المليشيا وتسليحها، بل وضعت عينها على الذهب السوداني باعتباره جوهرة موارد البلاد. ومن اللافت أن الهجمات على هجليج وبورتسودان جاءت متزامنة مع اجتماعات اللجنة الاقتصادية العليا التي أقرّت سياسات جديدة لضبط تسويق الذهب ومكافحة تهريبه، وهو ما يستهدف قطع يد شبكات التهريب التي ظلت أبوظبي المستفيد الأكبر منها.
_الدرس والمطلوب_
▪️هذه الوقائع تؤكد أن المعركة لم تعد فقط على الأرض، بل على الموارد الاقتصادية:
1. تحصين المنشآت النفطية والموانئ بخطط دفاع متقدمة.
2. تطوير منظومات الردع والرصد المبكر.
3. تنفيذ صارم لسياسات مكافحة تهريب الذهب، بما يقطع يد الإمارات من موارد السودان.
_خلاصة القول ومنتهاه_
▪️من بورتسودان إلى هجليج، السودان يواجه حرباً مزدوجة: عسكرية عبر المليشيا، واقتصادية عبر الإمارات. الطائرات المسيّرة لم تعد مجرد سلاح ميداني، بل أداة لضرب عصب الاقتصاد. والرد لا يقتصر على الدفاع الجوي وحده، بل يمتد إلى تأمين الاقتصاد، تجفيف شبكات التهريب، وفضح الإمارات كعدو رئيسي في هذه الحرب المركبة.