اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
بقلم: محمد عثمان الرضى
في تحرك دبلوماسي لافت، قام رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس الوزراء البروفيسور كامل إدريس إلى العاصمة السعودية الرياض، في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في إدارة ملف العلاقات الخارجية السودانية، خصوصًا تجاه المحيط العربي ودول الشرق الأوسط.
هذا التزامن في الزيارات، وفي ظل تحولات إقليمية متسارعة أبرزها الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، يحمل دلالات سياسية عميقة، ويشير إلى تبني السودان لرؤية خارجية جديدة تقوم على المصالح الاستراتيجية، والانفتاح على العواصم المؤثرة في المنطقة.
قطر، التي ظلت داعمًا ثابتًا للسودان في المحافل الدولية، كانت الدولة الوحيدة التي أوفت بالتزاماتها المالية تجاه إعادة إعمار دارفور، واستضافت مفاوضات اتفاق الدوحة. أما السعودية، فقد لعبت دورًا محوريًا في دعم السودان خلال الحرب، عبر منبر جدة، وبذلت جهودًا كبيرة لإحداث اختراق في الأزمة السودانية.
زيارة إدريس إلى الرياض، وهي الثانية له بعد زيارته إلى القاهرة، تحمل طابعًا عمليًا، خاصة في ظل الملفات المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها أمن البحر الأحمر، الذي يُعد قضية قومية تتطلب تنسيقًا أمنيًا واقتصاديًا مشتركًا.
ويرى الكاتب أن خروج الرئيسين في زيارات متزامنة إلى عواصم عربية مؤثرة، يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية الحضور الخارجي، وتنوير الشركاء الإقليميين بمجريات الأحداث في السودان، بما يزيل الغموض ويمنع استغلال الفراغ الدبلوماسي من قبل أطراف معادية.
ويؤكد مقال الكاتب أن إدارة العلاقات الخارجية لا تقل أهمية عن إدارة المعركة العسكرية، بل تتفوق عليها في بعض الحالات، ما يستدعي انتهاج سياسة خارجية عقلانية، تستند إلى المصالح الاستراتيجية، وتستفيد من التجارب السابقة، لتضع السودان على طريق التعافي والصدارة الإقليمية.