اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قال باحثون إن ممارسة التمارين اليومية، ولو بقدر معتدل، قد تساعد في إبطاء تطور مرض «ألزهايمر» لدى كبار السن الذين يُعدون أكثر عرضة للإصابة به، مشيرين إلى أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يشكل خط دفاع فعّال ضد التدهور الإدراكي المرتبط بهذا المرض.
المشي 3 آلاف خطوة يومياً يحدث فرقاً
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان»، فإن الناس يُنصحون عادة بالمشي 10 آلاف خطوة يومياً للحفاظ على نمط حياة صحي، إلا أن العلماء وجدوا أن المشي لمسافة 3 آلاف خطوة فقط أو أكثر قد يؤخر التغيرات الدماغية والتراجع الإدراكي الذي يسببه مرض «ألزهايمر». وأظهرت نتائج دراسة امتدت على مدى 14 عاماً أن التراجع الإدراكي تأخر بمعدل 3 سنوات لدى من يمشون بين 3 و5 آلاف خطوة يومياً، بينما تأخر بمعدل 7 سنوات لدى من يحققون ما بين 5 و7 آلاف خطوة في اليوم.
ألزهايمر والخرف: حقائق وأرقام
قالت الدكتورة واي ينغ ياو، الباحثة الرئيسية في الدراسة من مستشفى «ماس جنرال برغهام» في بوسطن: «نشجع كبار السن المعرّضين لخطر ألزهايمر على إجراء تغييرات بسيطة في مستوى نشاطهم اليومي، لبناء عادات مستدامة تحمي الدماغ وتعزز الصحة الإدراكية». ويُقدّر أن الخرف يصيب نحو 50 مليون شخص حول العالم، ويُعد مرض «ألزهايمر» السبب الأوسع شيوعاً له، إذ يعاني أكثر من 500 ألف شخص منه في المملكة المتحدة وحدها. ويرتبط المرض بتراكم شكلين سامين من البروتينات في الدماغ هما لويحات «الأميلويد بيتا» وتشابكات بروتين «تاو».
تفاصيل الدراسة
حللت ياو وزملاؤها بيانات 296 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 50 و90 عاماً، وكانوا يتمتعون بقدرات إدراكية طبيعية عند بدء الدراسة. وشملت البيانات تقييمات معرفية سنوية، وعدد الخطوات اليومية الذي تم قياسه بواسطة عدادات الخطوات، بالإضافة إلى تصوير الدماغ بتقنية «بي إي تي (PET)» لرصد مستويات «الأميلويد» و«تاو».
النشاط البدني يبطئ تراكم البروتينات السامة
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات منخفضة من «الأميلويد» في الدماغ لم يُظهروا سوى تراجع إدراكي بسيط أو تراكم محدود لبروتين «تاو». أما الذين كانت لديهم مستويات مرتفعة من «الأميلويد»، فقد كان خطر إصابتهم بالمرض أعلى، لكن الأشخاص الأكثر نشاطاً بدنيّاً بينهم أظهروا بطئاً أكبر في التراجع الإدراكي وتأخراً في تراكم بروتين «تاو». في المقابل، كان التراجع أسرع بكثير لدى الأشخاص الخاملين، وفق ما جاء في مجلة «نيتشر ميديسن».
فرضية السبب العكسي
أوضح الباحثون أنهم لا يستطيعون استبعاد فرضية «السبب العكسي» التي تفترض أن التغيرات الدماغية المبكرة الناتجة عن «ألزهايمر» قد تجعل الأشخاص يمشون أقل مع التقدم في العمر، لكن البيانات تشير بوضوح إلى أن النشاط البدني عامل وقائي فعّال.
النشاط البدني عامل وقائي أساسي
وقالت ياو: «نحتاج إلى تجارب سريرية عشوائية لإثبات العلاقة السببية، لكن من المشجع جداً أن النشاط البدني قد يساعد في تعديل مسار تطور المرض. فإذا كان لدى الشخص تراكم لبروتين (الأميلويد)، فيمكن أن يتباطأ التدهور لديه إن كان أكثر نشاطاً جسدياً».
كيف يبطئ المشي تطور ألزهايمر؟
لا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يساعد النشاط البدني في إبطاء تطور «ألزهايمر»، لكن يُعتقد أن التمارين الرياضية تحسّن تدفق الدم، وتقلل الالتهابات، وتزيد من مستويات بعض الهرمونات وعوامل النمو التي تلعب دوراً في حماية الخلايا العصبية. وأضافت ياو: «من حيث الآليات المحتملة، هذا هو السؤال الذي يساوي مليون دولار، والذي نرغب في دراسته في الأبحاث المستقبلية».
تغييرات بسيطة تحدث فارقاً كبيراً
وقالت الدكتورة جوليا دادلي من «منظمة أبحاث ألزهايمر» في المملكة المتحدة: «تشير النتائج إلى أن المشي المعتدل يومياً، أي نحو 5 آلاف خطوة، يرتبط بتباطؤ تراكم بروتين (تاو) في الدماغ، وهو أحد العوامل الرئيسية المسببة لمرض ألزهايمر. هذا يمنحنا فهماً أوضح لكيفية مساهمة النشاط اليومي في دعم صحة الدماغ والتأثير في الأسباب العميقة للمرض».
دعوة لمزيد من الأبحاث
وأضافت دادلي أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة التأثير المباشر للنشاط البدني على الوقاية من الخرف وإبطاء تقدمه، مشيرة إلى أن «تغييرات بسيطة في نمط حياتنا يمكن أن تساعدنا في الحفاظ على صحة أدمغتنا لفترة أطول».


























