اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قد يبدو امتلاك ذاكرة لا تُخطئ وكأنه نعمة، لكنه في الواقع قد يتحول إلى عبء ثقيل. بعض الأشخاص مثل جيل برايس التي شُخّصت باضطراب الذاكرة المفرطة لا ينسون أي تفصيل منذ سن المراهقة، وهو ما تصفه بأنه فيلم دائم في رأسها يرهقها عاطفياً. الحقيقة أن النسيان وظيفة ضرورية للعقل، فهو يغربل المعلومات ويحتفظ بما هو مهم فقط. الهدف ليس تذكّر كل شيء، بل تذكّر ما نحتاج إليه في اللحظة المناسبة.
أثبتت الأبحاث والتجارب أن هناك أساليب عملية تساعدنا على تحسين الذاكرة دون الحاجة إلى قدرات خارقة، وذلك بحسب تقرير طبي نشره موقع «سايكولوجي توداي».
العاطفة والارتباط الشخصي
المعلومات الجافة غالباً ما تُنسى بسهولة، بينما تلك التي ترتبط بمشاعر أو صور حية تبقى راسخة. قد تُعزز المشاعر السلبية التفاصيل الدقيقة، في حين تميل الإيجابية إلى ترك انطباع عام. لذلك يلجأ محترفو الذاكرة إلى تحويل الأرقام والكلمات الجامدة إلى صور أو قصص خيالية تجعل العقل يتمسك بها بشكل أفضل.
قصر الذاكرة أو طريقة الأماكن
الإغريق ابتكروا ما يُعرف بـ«طريقة المواضع» أو قصر الذاكرة memory palace، حيث تُحوَّل الأفكار المجرّدة إلى صور داخل مكان مألوف في الخيال. الدراسات الحديثة أوضحت أن تدريباً قصيراً على هذه الطريقة يضاعف من قدرة التذكر ويغير نشاط الدماغ ليشبه أدمغة أبطال مسابقات الذاكرة. السر يكمن في أن عقولنا تطوّرت لتخزين المواقع بدقة عالية، وبالتالي يمكن استغلال هذا النظام لتذكر أي معلومة عبر تخيّلها على هيئة صورة موضوعة في غرفة أو ممر.
التجزئة وقوة الثلاثيات
العقل لا يتعامل مع الأرقام أو الكلمات بشكل منفرد، بل يجمعها في وحدات صغيرة. أرقام الهواتف على سبيل المثال نحفظها في مقاطع، وكذلك كلمات الأغاني أو القوائم. ومن المثير أن تجميع الأشياء في ثلاثيات يجعلها أسهل للحفظ وأكثر إقناعاً، سواء في الشعارات أو القصص أو حتى أساليب التعليم.
باختصار، الذاكرة القوية ليست موهبة خارقة، وإنما مهارة يمكن صقلها والتدرب عليها عبر العاطفة، والمكان، والبنية المنظمة.