اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أصدرت وحدة الإنذار المبكر التابعة لإدارة شؤون مياه النيل بوزارة الزراعة والري في السودان إنذارًا أحمر بوصفه أعلى درجات الخطورة، محذرةً من فيضانات متوقعة على امتداد الشريط النيلي. وأوضحت الوحدة أن الفيضانات ستتواصل ابتداءً من صباح الأحد وحتى مساء الثلاثاء المقبل، وتشمل ولايات النيل الأزرق وسنار والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض، إضافة إلى محطات رئيسية مثل الخرطوم، شندي، عطبرة، بربر، وجبل أولياء.
ودعت السلطات المواطنين إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب الأماكن المنخفضة والوديان والطرق المعرضة للغمر بالمياه، مشددةً على ضرورة الالتزام بالتعليمات لتقليل الخسائر المحتملة.
سد النهضة في قلب الأزمة
كشف الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج أن الفيضانات الحالية في السودان ليست نتيجة هطول الأمطار كما يعتقد كثيرون، وإنما بسبب فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي.
وأكد أن السودان كان يمكن أن يتجنب فيضانات هذا العام لو جرى تأجيل اكتمال الملء السادس إلى ما بعد سبتمبر، مع الاكتفاء بفتح بوابة واحدة من المفيض الغربي منذ يونيو. وأضاف: 'لكن قدر الله وما شاء فعل، ونسأل أن يكون فيضان خير يوسع الرقعة الزراعية في البلاد'.
تفريغ كميات هائلة من المياه
في السياق ذاته، أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، أن سد النهضة شهد لأول مرة تفريغ كميات غير معتادة من المياه في مثل هذا التوقيت. وأشار شراقي خلال حديثه لبرنامج 'حضرة المواطن' إلى أن إثيوبيا قامت بتفريغ نحو 750 مليون متر مكعب من بحيرة السد يوميًا ولليوم الثالث على التوالي، مما جعل السودان الأكثر عرضة للأضرار نتيجة هذا التدفق الهائل.
السودان في عين العاصفة ومصر محصنة
أكد شراقي أن السودان هو الأكثر تضررًا من هذه العملية بسبب غياب آلية تنظيم وتنسيق واضحة مع الجانب الإثيوبي. وأوضح أن مصر لم تتأثر بالأمر بفضل السد العالي الذي يعمل كصمام أمان ويستوعب المياه في بحيرة ناصر. وأضاف أن الوضع الحالي أدى بالفعل إلى ضياع الموسم الزراعي في السودان الذي يعتمد على شهري يوليو وأغسطس كبداية للزراعة، محذرًا من تداعيات اقتصادية وزراعية خطيرة.
الحاجة إلى آلية تنسيق عاجلة
شدد الخبراء على أن غياب التنسيق بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن فتح وإغلاق بوابات سد النهضة يزيد من حجم المخاطر ويترك شعوب المنطقة في مواجهة المجهول. ودعا شراقي إلى ضرورة إنشاء آلية مشتركة تضمن تبادل المعلومات بشفافية، لمنع تكرار سيناريوهات الفيضانات المدمرة وتخفيف آثارها على المواطنين والزراعة والاقتصاد.