خطة إسعافية لإنعاش القطاع الصناعي

بورتسودان – نبض السودان

كشفت وزيرة الصناعة والتجارة، محاسن علي يعقوب، عن حجم الدمار الذي خلفه العدوان الغاشم من المليشيات المسلحة على القطاع الصناعي، مؤكدة أن الهجمات طالت البنية التحتية والكهرباء، وأدت إلى توقف شبه كامل في المصانع، مما اضطر الدولة إلى زيادة الاستيراد من الخارج لتلبية الاحتياجات الأساسية.

جاء ذلك خلال منبر وكالة السودان للأنباء رقم (44) المنعقد يوم الخميس بمدينة بورتسودان، حيث أوضحت الوزيرة أن عدد المصانع المتضررة بلغ 1877 مصنعاً، منها 1267 تعرضت لأضرار جزئية، و553 دُمرت كلياً، خاصة في ولايات الخرطوم، الجزيرة، وسنار، إلى جانب توقف مصانع السكر في سنار والجنيد، مما أدى إلى شلل اقتصادي واسع.

وأعلنت الوزيرة عن خطة إسعافية تهدف إلى استنهاض القطاعات الإنتاجية في الولايات، مع إعادة توزيع الصناعات وفق الميزات التفضيلية لكل منطقة، مشيرة إلى استئناف العمل في 143 معصرة زيوت، وتشغيل المطاحن بنسبة 67%، حيث تعمل حالياً 18 مطحناً بطاقة إنتاجية تبلغ 110 ألف طن، مما أسفر عن فائض في إنتاج الدقيق.

كما أشادت بالتزام ولاة الولايات بتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار وتسهيل الإجراءات، مؤكدة أن الوزارة تركز حالياً على دعم الصناعات الصغيرة والحرفية والتصنيع الزراعي.

وفي إطار تقييم الأضرار، أفصحت الوزيرة عن إجراء مسح ميداني في ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، والنيل الأبيض لتحديد حجم الخسائر ومعالجة مشكلات الكهرباء، إلى جانب العمل على تسهيلات ضريبية وإجرائية لدعم المستثمرين.

وأكدت أن الوزارة تنسق مع وزارات الزراعة، الثروة الحيوانية، والمعادن لتحديد أولويات الصادرات، مع وقف استيراد الأسمدة والمبيدات والأمصال والعمل على توطين إنتاجها محلياً.

وشددت الوزيرة على أن منصة 'بلدنا' الرقمية ساهمت في تسهيل إجراءات الصادر وضبط الموارد، وسيتم ربطها بالمعابر الحدودية للحد من الاستيراد غير المقنن الذي أضر بالاقتصاد الوطني وأفقد الدولة إيرادات كبيرة.

كما قطعت بأن وزارة الصناعة والتجارة هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار أذونات الاستيراد والتحويلات المصرفية، مشيرة إلى اتصالات جارية مع السفارات والمنظمات الدولية لترويج المنتجات الوطنية في الأسواق الخارجية وتفعيل التعاون الدولي.

واختتمت الوزيرة حديثها بالتأكيد على أن التحديات جسيمة، لكن الإرادة الوطنية قادرة على تجاوزها، قائلة: 'المليشيا ظنت أنها ستدمر ولن نعود، لكننا ننهض من جديد'.