اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أكد مفوض السلم والأمن الأفريقي، بانكولي أديوي، في أديس أبابا بتاريخ 18 نوفمبر 2025، على ضرورة أن يضطلع الاتحاد الأفريقي بدور القاطرة لقيادة مسار السلام الشامل في السودان، مشدداً على أن أي حلول مستدامة للأزمة الحالية يجب أن تنطلق وتستند إلى المبدأ الأفريقي الراسخ القائل بـ 'حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية'.
وفي سياق تدعيم شرعية وحيوية تحركاته، كشف المفوض عن وجود تنسيق مستمر وعلى أعلى مستوى بين الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، ممثلة في مبعوث الأمين العام الخاص بالسودان، رمطان لعمامرة، بهدف رئيسي يتمثل في توحيد المنابر والمبادرات المطروحة لتفادي تعدد المسارات والجهود.
الدعم الأوروبي وتعزيز الشرعية الأفريقية-الأممية
وتحظى هذه المساعي المشتركة بين الجانبين الأفريقي والأممي بدعم سياسي وفني معلن من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي أكد في أكثر من مناسبة تأييده الكامل للمقاربة الأفريقية لإنهاء النزاع المسلح، داعياً في الوقت ذاته إلى 'توحيد الجهود الدولية وراء المنظمة القارية والأمم المتحدة'.
وتستند هذه التحركات إلى القرارات الصادرة عن مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي رسمت فعلياً خارطة طريق واضحة لإنهاء النزاع وتضمنت تشكيل آليات رفيعة المستوى لضمان التواصل الفعال مع كل من الأطراف المتحاربة والقوى المدنية بهدف تحقيق عملية سياسية تتسم بالشمولية.
المبادرات الموازية وموقف الحكومة السودانية
غير أن رغبة الاتحاد الأفريقي في تبوء صدارة المشهد الدبلوماسي تواجه تحديات حقيقية تتمثل في وجود مبادرات دولية تعمل بشكل موازٍ، أبرزها 'الآلية الرباعية' التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وتضم في عضويتها كلاً من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة.
وتصطدم هذه الآلية الرباعية بعقبات دبلوماسية واضحة، حيث تُبدي الحكومة السودانية تحفظات معلنة وشديدة على مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في أي عملية تسوية أو وساطة، متهمة إياها صراحةً بالانحياز وعدم الحياد ودعم مليشيا الدعم السريع، وهو ما يزيد من تعقيد عمل الآلية الرباعية.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء في أديس أبابا بمناسبة تدشين 'مجلة الاتحاد الأفريقي حول إعادة الإعمار'، أوضح أديوي موقف الاتحاد الثابت تجاه أي تدخلات، قائلاً بحزم: 'فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية، نحن لا نسمح لمن يحاول تأجيج الصراع، وندين جميع أشكال التدخل في السودان'.
اشتراط العدالة والتحقيقات لضمان السلام المستدام
وجزم المفوض الأفريقي بأهمية قصوى للتوصل الفوري إلى وقف لإطلاق النار، وإتاحة المجال واسعاً أمام الفاعلين السياسيين السودانيين لإطلاق حوار وطني شامل، مشدداً في السياق ذاته على الضرورة القصوى لعدم الإفلات من العقاب وتقديم مرتكبي الانتهاكات الجسيمة إلى العدالة.
وأعلن بانكولي عن تأييد الاتحاد الأفريقي الكامل لإجراء تحقيقات وافية حول الانتهاكات التي وقعت في إقليم دارفور، وذلك بالتنسيق الوثيق مع اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، بهدف تقديم كافة المتورطين للمحاسبة والمساءلة القانونية.
وتزامنت تصريحات أديوي مع انتقادات متواصلة توجهها قوى سياسية ومدنية سودانية للاتحاد الأفريقي بسبب ما تصفه بـ 'بطء' في استجابته للأزمة، على الرغم من الحراك الأخير الذي شهده مجلس السلم والأمن وقراره المرتقب بعقد قمة رئاسية للتباحث حول الأوضاع في السودان.
وعلى صعيد متصل، أشار بانكولي إلى أن ملف مكافحة الإرهاب لا يزال يشغل رأس قائمة أولويات المنظمة القارية، مؤكداً على ضرورة منع نشوب الصراعات وتقديم الدعم للدول لبناء وتعزيز قدراتها الأمنية اللازمة للدفاع عن سيادتها الوطنية.


























