اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
تقرير: ابتسام الشيخ
في لحظة فارقة من تاريخ السودان السياسي والدبلوماسي، خاطب رئيس الوزراء المدني د. كامل إدريس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلًا لحكومة السودان، في أول ظهور رسمي بعد تعليق عضوية البلاد في الاتحاد الأفريقي. جاءت مشاركته لتكسر العزلة الدولية وتعيد تعريف السودان أمام العالم كدولة تسعى للسلام والاستقرار رغم الحرب والدمار.
خطاب يهز الضمير العالمي
في كلمته أمام الهيئة الأممية، وجّه إدريس نداءً إنسانيًا مؤثرًا، طالب فيه المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه السودان، الذي يواجه غزوًا أجنبيًا عبر مليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات. وأدان ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع أكبر كارثة إنسانية يشهدها السودان، من قتل ونزوح وإبادة جماعية، دون تحرك فعّال من المجتمع الدولي.
مشاركة ذهبية تعكس تكامل الأدوار
وصف اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض، مشاركة إدريس بأنها 'ذهبية'، مشيرًا إلى أنها أبرزت التناغم بين الأدوار السياسية والعسكرية والاجتماعية في السودان. وأكد أن رئيس الوزراء استطاع من خلال هذه المنصة عرض برنامج 'حكومة الأمل'، والتأكيد على أن السودان لا يُدار فقط من الميدان، بل من مؤسسات مدنية ذات رؤية وطنية.
من حكومة حرب إلى حكومة مدنية
أوضح مجذوب أن مشاركة إدريس نقلت صورة الحكومة السودانية من كونها حكومة حرب إلى حكومة مدنية كاملة، بعد لقاءات أجراها مع كبار قادة السياسة الدولية، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء دول كبرى، إضافة إلى جلسات مفتوحة مع النخب السياسية والدبلوماسية.
دلالات رمزية للشعب السوداني
أشار مجذوب إلى أن ظهور رئيس الوزراء في أروقة الأمم المتحدة بثقة وثبات يحمل دلالة معنوية كبيرة للشعب السوداني، الذي يرى في حكومته المدنية أملًا جديدًا وسط الخراب. كما تزامنت المشاركة مع انتصارات ميدانية للقوات المسلحة، ما عزز من رمزية الحدث داخليًا وخارجيًا.
نقاط غائبة عن الخطاب
رغم الإشادة الواسعة، أبدى بعض المراقبين ملاحظات حول غياب الإشارة إلى ملفات محورية، أبرزها ملف المساعدات الإنسانية. فقد كان من المهم، بحسب رأيهم، أن يتضمن الخطاب دعوة لتشكيل آلية وطنية دولية لضمان وصول المساعدات لمستحقيها، وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني.
كما أشاروا إلى ضرورة الحديث عن العقوبات الدولية المفروضة على السودان، والدعوة إلى رفعها كخطوة أساسية نحو السلام، إلى جانب إطلاق مظلة حوار سوداني–سوداني برعاية أممية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مع التركيز على الحوار المجتمعي الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية والتعايش السلمي.
خطوة ذكية في توقيت حساس
اتفق المراقبون على أن مشاركة د. كامل إدريس كانت خطوة ذكية وجريئة من القيادة السياسية، تعكس رغبة السودان في تجاوز آثار حرب 15 أبريل، والانطلاق نحو بناء دولة مدنية مستقرة، قادرة على مخاطبة العالم بلغة المصالح المشتركة والكرامة الوطنية.