اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور خطير يعكس تعقيد المشهد الإنساني في إقليم دارفور، أعلن مجلس غرف طوارئ شمال دارفور عن وصول الأوضاع داخل مدينة الفاشر إلى مستوى الكارثة الإنسانية، محذرًا من مجاعة وشيكة تهدد حياة آلاف النازحين والمواطنين، خاصة الأطفال والنساء، وسط انهيار سلاسل الإمداد ونفاد المواد الغذائية الأساسية.
88% من الغذاء اختفى.. ومخازن الإغاثة خاوية
وأوضح بيان صادر عن المجلس أن التقديرات الميدانية تشير إلى نفاد نحو 88% من المواد الغذائية داخل المدينة ومعسكرات النزوح، ما يعني أن الأزمة لم تعد في مرحلة التحذير، بل دخلت فعليًا طور المأساة. وأكدت التقارير أن ما تبقى من الغذاء لا يكفي سوى أيام معدودة، وسط عجز تام في توفير بدائل أو فتح ممرات إنسانية آمنة.
سوء تغذية حاد يهدد أرواح الأطفال
وأشار المجلس إلى أن مظاهر الجوع تفشت بشكل مروّع في أوساط النازحين، حيث تم تسجيل معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، خصوصًا بين الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، وهو ما ينذر بحدوث وفيات إذا لم يتم التدخل العاجل. ولفتت التقارير إلى انتشار مظاهر الإرهاق والهزال في أوساط السكان، الذين باتوا يعتمدون على وجبات لا تسد رمقهم.
انهيار المنظومة الصحية وتوقف المساعدات
وإلى جانب انعدام الغذاء، يشكو سكان الفاشر من انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، حيث أُغلقت معظم المرافق الطبية بسبب القصف أو نقص الإمدادات، كما غابت منظمات الإغاثة الدولية عن الميدان نتيجة الأوضاع الأمنية المعقدة وباتت المستشفيات غير قادرة على استقبال مزيد من الحالات، خاصة المتعلقة بالأطفال المصابين بسوء التغذية أو الأمراض المرتبطة بالجوع.
حصار الفاشر يعمّق المعاناة
وتخضع مدينة الفاشر لحصار خانق نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أُغلقت الطرق المؤدية للمدينة، وتوقفت شحنات الإمدادات الغذائية والطبية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل متسارع وتواجه المنظمات المحلية صعوبات كبرى في التحرك، في ظل تهديدات أمنية وانتشار الفوضى المسلحة.
نداء استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وطالب مجلس غرف الطوارئ الجهات الأممية والدولية بالإسراع في التدخل الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين في الفاشر، داعيًا إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة وتأمين وصول المساعدات، مؤكدًا أن الوضع تجاوز كل الخطوط الحمراء.
كما ناشد الأطراف المتصارعة بوقف القتال داخل المدينة، ولو بشكل مؤقت، للسماح بوصول الغذاء والدواء إلى من يحتاجه.