الكشف عن محور عسكري جديد بين مصر والسودان والصومال وإريتريا

متابعات- نبض السودان

كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن ترتيبات جارية لتشكيل محور عسكري جديد في منطقة القرن الأفريقي، يضم أربع دول هي: مصر والسودان والصومال وإريتريا، في خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصة على خلفية التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر والهضبة الإثيوبية.

المصادر أكدت أن هذه الترتيبات تجري وسط صمت رسمي تام من الدول المعنية، في ظل تحولات أمنية كبيرة تشهدها المنطقة الممتدة من شرق السودان مرورًا بالقرن الأفريقي وحتى السواحل الغربية للبحر الأحمر.

تحركات إثيوبية مشبوهة لإيجاد منفذ على البحر

تأتي هذه التحركات بينما تتفاقم التوترات في منطقة الهضبة الإثيوبية، حيث تتهم إريتريا جارتها أديس أبابا بمحاولات عدوانية تهدف إلى إيجاد منفذ بحري لها على البحر الأحمر، خاصة ميناء عصب الإريتري.

وتشهد المناطق الحدودية بين إثيوبيا وإريتريا حشودًا عسكرية غير مسبوقة من جانب قوات الدفاع الإريترية، التي تسعى لتأمين نقاط استراتيجية على طول الشريط الحدودي، تحسبًا لأي مغامرات إثيوبية مستقبلية.

وتعود جذور الخلافات بين إثيوبيا وإريتريا إلى صراعات قديمة لم تخمد نارها رغم سنوات الهدوء النسبي، إلا أن تصاعد أطماع إثيوبيا في الحصول على منفذ بحري أعاد تأجيج الخلافات مجددًا.

أسياس أفورقي يرفض منح عصب.. ويهاجم الإمارات

وفي تطور لافت، هاجم الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في لقاء تلفزيوني، محاولات إثيوبيا الحصول على ميناء عصب، قائلًا:

'كيف نعطي ميناء عصب لآبي أحمد بينما لديه اتفاقية تجارية مع جيبوتي؟'

وفسّر هذا التصريح على نطاق واسع كإشارة إلى استمرار التقارب الإريتري مع جيبوتي، ورفض إريتري صريح لأي مطالب إثيوبية قد تُهدد المصالح الجيبوتية، في ظل تنافس متصاعد على النفوذ البحري في المنطقة.

اتهامات صريحة للإمارات: مشروع توسعي بأدوات عسكرية

لم يكن موقف أفورقي مقتصرًا على رفض مطالب إثيوبيا، بل وسّع دائرة الاتهامات لتطال طرفًا ثالثًا وصفه بأنه 'يؤجج الأزمات في المنطقة'، وهو دولة الإمارات العربية المتحدة، التي اتهمها بالتدخل في النزاعات الداخلية والخارجية بالقرن الأفريقي، على رأسها النزاع السوداني والتوترات حول موانئ البحر الأحمر.

وأشار أفورقي إلى أن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد يسعى إلى فرض هيمنة إماراتية على ميناء عصب، مؤكدًا أن التحركات الحالية لا تمثل امتدادًا لنهج الشيخ زايد المؤسس، وإنما هي جزء من 'مشروع توسعي يستهدف السيطرة على البحر الأحمر والمحيط الهندي'.

الإمارات.. أدوات متعددة للنفوذ الخفي

الرئيس الإريتري قال إن الإمارات لا تتحرك بصورة مباشرة فحسب، بل تستخدم أدوات متعددة منها:

هذه الاستراتيجية، بحسب أفورقي، تندرج ضمن مسعى واسع النطاق للهيمنة على الموانئ والمضائق الحيوية التي تمثل شرايين التجارة البحرية في العالم.

مصر تتحسس الخطر وتتحرك عبر المحور الجديد

وفي ظل هذا المشهد المعقد، تشعر مصر بقلق متزايد من التمدد الإثيوبي الذي يتم تحت غطاء إماراتي، وهو ما يعيد إلى الأذهان العداء المستحكم بين القاهرة وأديس أبابا بسبب سد النهضة، والذي كان في وقت ما على وشك إشعال حرب إقليمية.

وتسعى القاهرة، عبر الانخراط في المحور العسكري الجديد، إلى تعزيز أمنها القومي والبحري في مواجهة هذا التحالف الخفي بين إثيوبيا والإمارات، خاصة أن السودان وإريتريا يقعان كذلك ضمن دائرة الخطر الإماراتي، بحسب تصريحات أفورقي.

السياق الإقليمي يُنذر بتحولات استراتيجية

المحللون يرون أن هذا المحور العسكري الجديد يأتي كرد فعل مباشر على سلسلة من التحديات الإقليمية، تشمل:

كل هذه المعطيات جعلت من الضروري خلق تكتل عسكري يوازن الكفة ويمنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والنزاعات المفتوحة.