اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلنت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن تفشٍ واسع لوباء الكوليرا في إقليم دارفور، في ظل تدهور صحي وصفته بـ'الأسوأ منذ سنوات'، حيث حصد الوباء مئات الأرواح وهدد آلاف الأسر التي تواجه أوضاعًا إنسانية قاسية في مناطق النزوح ومخيمات الإقليم.
تدهور صحي غير مسبوق في دارفور
وقالت المنسقية في بيان رسمي إن دارفور تعيش 'تدهورًا صحيًا حادًا فاق حدود الاحتمال'، مشيرة إلى أن وباء الكوليرا انتشر بصورة مقلقة في مناطق واسعة داخل الإقليم، وسط غياب تام للخدمات الصحية الأساسية. وأضاف البيان أن انهيار النظام الصحي في معظم المناطق أدى إلى تفاقم الكارثة الصحية، حيث أصبحت المستشفيات والمراكز الطبية شبه معطلة، وتفتقر إلى الإمدادات الطبية الضرورية والمحاليل الوريدية ومواد الكلور الخاصة بتعقيم المياه.
أسر مهددة بالموت والعجز عن العلاج
وأوضحت المنسقية أن آلاف الأسر في معسكرات النزوح تواجه خطر الموت بسبب الكوليرا في دارفور في ظل شُحّ الأدوية وانعدام الرعاية الصحية، مؤكدة أن النازحين يعيشون وسط ظروف إنسانية 'تتجاوز قدرة الاحتمال'، حيث لا تتوفر مياه شرب نظيفة ولا وسائل للصرف الصحي، مما جعل المرض ينتشر بسرعة مذهلة في أوساط الأطفال وكبار السن والنساء.
الكوليرا تحصد الأرواح بلا توقف
وأورد البيان المأساوي للمنسقية أن 'الكارثة لم تفرق بين صغير وكبير، فقدنا فيها أصدقاء ورفاقًا وأفرادًا من عائلاتنا'، داعية بالرحمة للضحايا الذين أودى بهم الوباء. وأكدت أن الكوليرا في دارفور تحولت إلى أزمة إنسانية كبرى تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الصحية، قبل أن تتفاقم أكثر وتصل إلى مناطق جديدة.
دعوات عاجلة لإنقاذ النظام الصحي المنهار
دعت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين المنظمات الإنسانية والطبية المحلية والدولية إلى مضاعفة جهودها من أجل إعادة بناء النظام الصحي المنهار في الإقليم. وطالبت بتوسيع نطاق مراكز الرعاية الصحية الأولية في معسكرات النزوح، وتوفير إمدادات المياه النظيفة والآمنة بشكل عاجل، مؤكدة أن غياب هذه الأساسيات هو السبب المباشر وراء تفشي الأوبئة وعلى رأسها الكوليرا.
أمراض أخرى تفتك بالنازحين
لم تتوقف معاناة سكان الإقليم عند الكوليرا في دارفور فحسب، إذ حذرت المنسقية من انتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وسوء التغذية والسل، والتي تشكل تهديدًا خطيرًا على حياة النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي العام بات كارثيًا في ظل الحرب والمجاعة وانعدام التمويل الصحي.
دعوة إلى العمل المشترك والمسؤولية الجماعية
أكدت المنسقية في ختام بيانها أن 'العمل المشترك والمسؤولية الجماعية هما السبيل الوحيد لحماية الأرواح وصون كرامة الإنسان في هذه الظروف القاسية'، مشددة على ضرورة توحيد الجهود بين المنظمات والهيئات الطبية والحكومة لضمان استجابة طارئة وسريعة لوقف تفشي الوباء والحد من انتشاره.