اخبار السودان
موقع كل يوم -بي بي سي عربي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
حذرت منظمة لجنة الإنقاذ الدولية من أن السودان الذي مزقته الحرب بات 'على شفا' كارثة صحية عامة، مع تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى.
وخلال أسبوع واحد فقط، سجلت وزارة الصحة السودانية 172 وفاة بسبب تفشي الكوليرا، مشيرة على فيسبوك إلى أن أغلب الحالات الجديدة سُجلت في ولاية الخرطوم.
وأفاد أطباء محليون، نقلاً عن وسائل إعلام سودانية، بأن هجمات بالطائرات المسيّرة تسببت في انقطاع الكهرباء عن محطات تنقية المياه، ما اضطر السكان لاستخدام مياه غير نظيفة.
وقالت إعتزاز يوسف، مديرة منظمة الإنقاذ الدولية في السودان، إن الحرب الأهلية، التي تدخل عامها الثالث، 'تغذي عودة ظهور الكوليرا'. وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن تغطية اللقاحات ضد الكوليرا 'منخفضة' وأن 'الإمدادات الأساسية تتضاءل'.
من جهتها، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من وجود 'آلاف الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا' في الخرطوم منذ منتصف الشهر الماضي.
الأكثر قراءة نهاية
وقال منسقها الطبي في السودان، سليمان عمار، إن 'النزاع أثّر بوضوح على البنية التحتية الأساسية'، مضيفاً أن الرعاية الصحية في أجزاء من العاصمة 'إما غير متوفرة أو باهظة الثمن'، وأن 'العديد من العاملين في القطاع الصحي لم يكن أمامهم خيار سوى المغادرة بسبب القتال'. كما أشار إلى أن المنشآت الصحية المتبقية تعاني من ضغط هائل.
وأفادت المنظمة أن ما يصل إلى 500 حالة كوليرا تم تسجيلها في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي في الخرطوم. وبحسب وكالة فرانس برس، تم تسجيل حالات أخرى في شمال السودان وجنوبه.
وقدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أبريل/نيسان أنّ ما بين 70% إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة أصبحت خارج الخدمة موقتا.
ويُذكر أن معظم المصابين بالكوليرا تظهر عليهم أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق، ولكن المرض قد يكون قاتلاً إذا تسبب في إسهال شديد، ما يتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
'قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين'
قال مصدر عسكري إن قوات الدعم السريع شنت هجوما بمسيرة يوم الثلاثاء ما أدى إلى إصابة هدفين استراتيجيين في جنوب البلاد.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إنّ 'مليشيا الدعم السريع قصفت مستودعا للوقود في مدينة كوستي ومقر الفرقة 18 بمسيرة استراتيجية ما تسبّب في إشعال النار بالمستودع'.
وقال شهود عيان في المكان إنهم شاهدوا أعمدة دخان كثيفة، كما سمعوا دويّ انفجارات في هذه المدينة الواقعة على بُعد حوالى 350 كيلومترا جنوب الخرطوم في ولاية النيل الأبيض.
وأودى الصراع في السودان بحياة أكثر من 150 ألف شخص منذ اندلاعه قبل أكثر من عامين، عندما اندلع القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب 'حميدتي'.
وأدى الصراع إلى نزوح الملايين، وأدخل البلاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه 'أسوأ أزمة إنسانية في العالم'.