اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت دراسة طبية حديثة أن نقص الوزن الشديد قد يشكل تهديدًا أكبر على الصحة من زيادة الوزن، في نتائج مثيرة للجدل تتحدى التصورات الطبية السائدة حول العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والمخاطر الصحية.
تفاصيل الدراسة الدنماركية
الدراسة التي أجراها باحثون من مستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك، تابعت أكثر من 85 ألف شخص بالغ على مدار فترة زمنية طويلة. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن كانوا أكثر عرضة للوفاة بثلاثة أضعاف مقارنة بأولئك الذين لديهم زيادة طفيفة في الوزن.
إعادة التفكير في مفهوم الوزن الصحي
النتائج الجديدة دفعت الخبراء إلى إعادة النظر في مفهوم الوزن المثالي، حيث أكدت الدراسة أن الشخص قد يكون “سمينًا ولكنه يتمتع بلياقة بدنية جيدة”، وأن الزيادة الطفيفة في الوزن لا تمثل خطورة كبيرة على الصحة مقارنةً بنقص الوزن. ومع ذلك، شددت النتائج على أن السمنة المفرطة تبقى خطرًا صحيًا جسيمًا لا يمكن تجاهله.
المخاطر المرتبطة بالسمنة ونقص الوزن
الباحثة الرئيسية، الدكتورة سيغريد بيرج غريبشولت، أوضحت أن نقص الوزن وسوء التغذية يشكلان تحديًا صحيًا عالميًا موازياً لانتشار السمنة. وأضافت أن السمنة المفرطة تؤدي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي، وتُضعف جهاز المناعة، وترتبط بأمراض خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى نحو 15 نوعًا من السرطانات.
أما نقص الوزن، فيرتبط بسوء التغذية، ونقص العناصر الغذائية الأساسية، وضعف المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض والعدوى.
نتائج عُرضت في مؤتمر دولي
تم تقديم هذه النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة داء السكري المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا الأسبوع الماضي، حيث لاقت الدراسة اهتمامًا واسعًا بين الأطباء وخبراء الصحة العامة.
رؤية خبراء مستقلين
الدكتور أكشايا سريكانث بهاغافاثولا، عالم الأوبئة بجامعة ولاية داكوتا الشمالية، والذي لم يشارك في البحث، علّق بأن الدراسة تعزز نتائج أبحاث حديثة، لكنها في الوقت ذاته تتحدى الإرشادات الطبية التقليدية التي تربط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بزيادة المخاطر الصحية بشكل مباشر.
وأشار بهاغافاثولا إلى أن العلاقة بين نقص الوزن والأمراض قد تكون عكسية أحيانًا، موضحًا أن أمراضًا خطيرة مثل السرطان وقصور القلب قد تؤدي إلى فقدان شديد للوزن، وهو ما يجعل انخفاض الوزن يبدو أخطر مما هو عليه فعليًا.
دعوة لإعادة صياغة التوصيات الطبية
تفتح هذه النتائج الباب أمام إعادة تقييم التوصيات الطبية العالمية الخاصة بمؤشر كتلة الجسم، وتدعو إلى النظر بشكل أوسع في عوامل أخرى مثل مستوى اللياقة البدنية، وجودة التغذية، ونمط الحياة، بدلاً من التركيز فقط على الوزن كمعيار وحيد للصحة.