اجتماع الرباعية.. موقف مفاجئ من دولة عربية يغضب أمريكا

متابعات- نبض السودان

كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرر تأجيل اجتماع الرباعية حول السودان، الذي كان من المزمع انعقاده في 29 يوليو الماضي، بسبب ما وصفته المصادر بـ'الخطوة الاستفزازية' من إحدى الدول العربية الأربع المشاركة، والتي خفضت مستوى تمثيلها من وزير خارجية إلى سفير، ما أثار استياء واشنطن ودفعها إلى تعليق المشاركة.

غياب التوافق يؤجل الاجتماع للمرة الثانية

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عبر متحدث رسمي، أنه لم يتم تحديد موعد قاطع لعقد الاجتماع مجددًا، وهو ما يعكس حجم الخلافات بين أطراف الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات. وأعرب المتحدث عن أمله في إمكانية الاتفاق على موعد جديد في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا وجود ترتيبات وتنسيق مشترك لا تزال جارية بين الدول الأربع.

واشنطن تؤكد التزامها بدعم حوار سلام شامل

أكد مسؤول أميركي في تصريحات لقناة 'الشرق'، التزام بلاده بدعم حوار سياسي شامل يقود إلى السلام في السودان، وإنهاء معاناة الشعب السوداني، رغم تأجيل الاجتماع. وأوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تؤمن بضرورة إيجاد حل دبلوماسي عاجل ومستدام، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن مواعيد مستقبلية أو خطوات فعلية مرتقبة.

مشاورات أمريكية مصرية حول الأزمة السودانية

وفي سياق متصل، التقى مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون العالم العربي وإفريقيا، مسعد بولس، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في واشنطن، حيث ناقشا آخر تطورات الأزمة السودانية، وسبل التعاون في معالجة أزمات المنطقة. وأكد الطرفان على الشراكة المستمرة في العديد من الملفات ذات الأولوية.

مصر تجدد دعمها لوحدة واستقرار السودان

من جانبه، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مقابلة مع صحيفة 'واشنطن بوست'، تأكيد دعم بلاده الكامل لوحدة السودان وسلامة مؤسساته الوطنية، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار. وأعرب عن موقف مصر الثابت الداعم لاحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه.

القاهرة وواشنطن تبحثان وقف إطلاق النار والمساعدات

وكان عبد العاطي قد أجرى مشاورات مباشرة مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، تناولت أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في السودان، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين. كما أكد مجددًا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واحترام وحدتها وسيادتها.

الخلافات بين أطراف الرباعية تعرقل الاجتماعات

ويُذكر أن هذا هو التأجيل الثاني لاجتماع الرباعية، بعد أن تم تأجيله للمرة الأولى في 21 يوليو. وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن السبب الرئيسي وراء تأجيل الاجتماعات المتكررة هو 'الخلافات الشديدة' بين أطراف الرباعية حول مستقبل الأطراف المتصارعة في السودان، وهي خلافات فشلت واشنطن في معالجتها حتى الآن.

تجربة 'مؤتمر لندن' تلقي بظلالها على المشهد

وبحسب المصادر ذاتها، فإن فشل 'مؤتمر لندن' الذي انعقد في أبريل الماضي لا يزال يلقي بظلاله على محاولات الحل، حيث خيم عليه الانقسام وعدم التوافق، وهو ما تخشى الولايات المتحدة من تكراره في اجتماع الرباعية، مما دفعها لتأجيله حتى لا يتحول إلى منصة جديدة للفشل السياسي والدبلوماسي.

تراجع أهمية السودان في أجندة واشنطن

وقالت مديرة مكتب صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الأزمة السودانية لا تحظى بأولوية عالية في أجندة إدارة الرئيس الأميركي، التي تتعامل مع الملف السوداني بمنطق 'التوازن' لا 'الحسم'، وتفضل تجنب ممارسة ضغوط مباشرة لإنهاء الحرب، على الرغم من قلقها من تنامي نفوذ الصين وروسيا داخل السودان، ومن المخاطر التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر.

خفض التمثيل العربي يشعل الخلاف مع واشنطن

واختتمت المصادر تصريحاتها بالتأكيد على أن إحدى الدول الأربعة قررت بشكل مفاجئ خفض تمثيلها في الاجتماع إلى مستوى دبلوماسي بدلًا من وزير، الأمر الذي اعتبرته الولايات المتحدة غير لائق سياسيًا في هذا التوقيت الحرج، ودفع ماركو روبيو إلى اتخاذ قرار بتأجيل الاجتماع، ما يعكس حجم التوترات غير المعلنة داخل الرباعية.