اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تطور خطير يعيد رسم خريطة الصراع في منطقة القرن الأفريقي، كشفت مصادر موثوقة عن إنشاء معسكر عسكري ضخم بتمويل إماراتي داخل الأراضي الإثيوبية، تحديدًا في إقليم بنيشنقول–قمز المحاذي للحدود السودانية، وعلى مسافة قريبة من مناطق التوتر في ولاية النيل الأزرق.
ووفق المعلومات، فإن المعسكر صُمم لاستيعاب عشرة آلاف مقاتل، لكنه لا يُجهّز لتدريب الجيش الإثيوبي، بل أُنشئ حصريًا لتأهيل قوات أجنبية، في مقدمتها عناصر قوات الدعم السريع (RSF) الفارّون من جبهات القتال داخل السودان، إلى جانب مجندين من جنوب السودان ومرتزقة من أميركا اللاتينية، ضمن شبكة عمليات واسعة ترعاها أبوظبي منذ شهور.
ويقود المشروع العسكري الحساس الجنرال الإثيوبي غيتاتشو غودينا (Getachew Gudina)، أحد أبرز ضباط المرحلة الراهنة والمقرّب من دوائر القرار في أديس أبابا. وتشير المصادر إلى أن غودينا يشرف ميدانيًا على تجهيز المعسكر وتنسيق الإمداد اللوجستي والعسكري مع ضباط إماراتيين، إضافة إلى قيادة عمليات إخلاء الغابات التي ينفذها الجيش الإثيوبي لتأمين الموقع وإقامة منشآته.
أما المعدات والأسلحة المستخدمة في هذا المعسكر، فتصل عبر ميناء بربرة في صوماليلاند وميناء مومباسا في كينيا، قبل نقلها برًّا إلى العمق الإثيوبي تحت رقابة مشتركة من ضباط إماراتيين وقادة في الجيش الإثيوبي بقيادة غودينا.
ورغم حساسية الموقع وقربه من الحدود السودانية، تلتزم حكومة آبي أحمد صمتًا تامًا بشأن طبيعة هذه المنشأة، ولا تكشف عن تفاصيل اتفاقها العسكري مع الإمارات، الأمر الذي يزيد من الغموض ويعزز المخاوف من تورط إثيوبيا في مشاريع توسعية تهدد استقرار الإقليم.
وتكمن خطورة إنشاء المعسكر في موقعه الاستراتيجي المتاخم لولاية النيل الأزرق، حيث تدور أعنف المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فوجود مركز تدريب بهذا الحجم، وتحت قيادة شخصية عسكرية نافذة، يطرح أسئلة ملحة حول دور أديس أبابا، وحول مدى عمق الدعم العسكري الإماراتي الذي يغذي الحرب داخل السودان ويطيل أمدها.
وفي حين ينشد السودانيون السلام ووقف نزيف الدم، تكشف هذه التطورات عن تحركات خطيرة تهدف إلى إعادة تدوير الحرب، وتحويل أراضي الدول المجاورة إلى مراكز تدريب وتجنيد عابرة للحدود، تُغذي الصراع بدل إطفاء نيرانه


























