اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أصدرت منصة القدرات العسكرية السودانية بياناً شديد اللهجة كشفت فيه عن انتقال عناصر قتالية غير نظامية من الساحة الأوكرانية 'مرتزقة'إلى الداخل السوداني، وانخراطها في دعم مليشيا الدعم السريع بصورة مباشرة، عبر ما وصفته المنصة بـ“انتقال الخبرة القتالية” وهو أخطر مراحل تدفق التكنولوجيا والأساليب القتالية من ساحات الحروب المتقدمة إلى مناطق الصراع المفتوحة.
خبرات أجنبية في قلب المعركة
وأكدت المنصة أن عناصر شاركت فعلياً في الحرب الأوكرانية انتقلت إلى الفاشر قبل عدة أشهر، وبدأت في تطوير وتفعيل منظومات الطائرات المسيّرة لصالح مليشيا الدعم السريع، بما في ذلك المسيرات الانتحارية من نوع FPV ذات الدقة العالية وأنظمة التشويش المتقدمة، وهو ما أدى إلى حدوث تطور مفاجئ في أداء المليشيا تجاوز المراحل الطبيعية للتدرج القتالي المعروفة لدى الجيوش النظامية.
دلائل فنية تكشف مصدر القدرات الجديدة
وأوضحت المنصة أن المراقبة الدقيقة وتحليل مسار المعارك أثبتا أن التقنيات المستخدمة حالياً ليست من البيئة المحلية، ولا يمكن اكتسابها عبر تجارب محدودة، بل تتطلب خبرة واسعة في مسارح قتال متطورة مثل الحرب الأوكرانية. وتشير القرائن الفنية إلى أن الدعم شمل تشغيل مسيرات بتقنيات توجيه تعتمد على مؤقتات زمنية مبرمجة لتجاوز التشويش، إضافة إلى مسيرات FPV تحمل رؤوساً حربية من نوع RPG مع دمج منظومات ألياف كهروبصرية لضمان التحكم في بيئات الحرب الإلكترونية.
حرب إلكترونية متنقلة
وأشارت المنصة إلى ظهور أنظمة تشويش وحرب إلكترونية ميدانية روسية وصينية الصنع كانت مستخدمة في أوكرانيا، جرى نقلها وتشغيلها عبر فرق المشاة التابعة للمليشيا، وهو ما رفع مستوى دقة الضربات وزاد من خطورتها بما يتجاوز قدرات مليشيا غير نظامية.
تهديد مباشر للسيادة والأمن الوطني
وعدّت المنصة أن الخطر الأكبر يكمن في نقل تقنيات قتالية متقدمة إلى كيان متمرد خارج أي إطار قانوني، الأمر الذي يعمّق الفوضى ويقوّض ميزان القوى، ويحوّل السودان إلى منصة اختبار للتقنيات القتالية وشبكات المرتزقة العابرة للحدود، بما يشكل تهديداً صريحاً للأمن الإقليمي والدولي.
اختلال موازين الصراع في الفاشر وبابنوسة
وأوضحت أن التطور السريع لقدرات المليشيا أدى إلى اختلال ميزان المعركة في مناطق مثل الفاشر وبابنوسة، إذ تجاوزت المليشيا مراحل التطوير البطيء التي تمر بها الجيوش النظامية، واستفادت من منظومات قتال جاهزة تم اختبارها مسبقاً في الحرب الأوكرانية، ما مكّنها من تنفيذ عمليات نوعية بضربات دقيقة كانت تتطلب سابقاً سنوات من التدريب والتصنيع.
تحوّل خطير في ساحة الحرب السودانية
وشددت المنصة على أن دخول عناصر أجنبية يحمل معه عقليات قتالية جاهزة لمستويات عالية من الحروب الحديثة، ما يزيد من تعقيد الصراع ويفتح الباب واسعاً أمام موجات جديدة من المقاتلين والخبرات الأجنبية، الأمر الذي قد يجعل السودان مركزاً عالمياً للمرتزقة والتكنولوجيا العسكرية السريعة الانتشار.
دعوة للتحقيق والتعامل الصارم
ودعت منصة القدرات العسكرية السودانية الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية المعنية إلى التعامل بجدية مع هذه الظاهرة، وملاحقة شبكات “الارتزاق العابر للحدود” التي تنقل الخبرات من حرب إلى أخرى دون أي ضوابط قانونية. وأكدت أن هذا المسار إذا لم يُكبح فوراً سيتحول إلى “موضة” عالمية تعيد تنشيط سوق المرتزقة على مستوى دولي، وقد تمتد خطورته من السودان إلى دول أخرى بشكل متسارع.
مستقبل مقلق في حال تجاهل الظاهرة
وأكد البيان أن استمرار تدفق هذه الخبرات يهدد بتغيير شكل الصراع في السودان وتحويله إلى ساحة حرب متعددة الأبعاد، ما يعرض البلاد والمنطقة لمخاطر استراتيجية طويلة الأمد، ويجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة ومعمقة للحد من هذا التغلغل الأجنبي.
تحذير أخير
وختمت المنصة بيانها بأن انتقال خبرات أوكرانية أو غيرها لدعم مليشيا متمردة يعد تجاوزاً خطيراً لكل الأعراف الدولية، ويمثل تهديداً مباشراً لسيادة الدولة وأمنها القومي، ويستوجب استجابة سريعة ورادعة من المؤسسات السودانية والدولية المعنية.


























