حقنة ثورية لإنقاص الوزن دون تقليل الطعام

متابعات – نبض السودان

في تطور علمي قد يُحدث نقلة نوعية في علاج السمنة، طوّر فريق من العلماء حقناً تجريبية جديدة تُعرف باسم 'RES-010″، يُرجح أنها قادرة على خفض الوزن دون الحاجة إلى تقليل كميات الطعام المتناولة، ما يجعلها مختلفة جذرياً عن الأدوية المتوفرة حالياً.

تثبيط جزيء 'miR-22': مفتاح إعادة برمجة استقلاب الدهون

وبحسب ما نقلته صحيفة 'التلغراف' البريطانية، فإن الحقن الجديدة تستهدف جزيئاً محدداً في الحمض النووي الريبوزي يُدعى 'miR-22″، والذي يُعرف بوصفه 'المتحكم الرئيسي' في كيفية استقلاب الدهون واستخدام الخلايا للطاقة الناتجة عنها وتخزينها. وتعمل 'RES-010' من خلال تثبيط هذا الجزيء، ما يؤدي إلى إعادة برمجة طريقة تعامل الجسم مع الدهون.

نتائج واعدة على الفئران: خسارة وزن بلا تغيير في الطعام

أُجريت دراسة مخبرية على عدد من الفئران البدينة لتقييم فعالية 'RES-010″، وأظهرت النتائج أن الفئران التي تلقت الحقن أسبوعياً فقدت وزناً بنسبة 12% أكثر من الفئران التي لم تتلق العلاج، رغم تناولها الكمية نفسها من الطعام. المثير أن الفئران لم تستعد الوزن المفقود حتى بعد إيقاف الحقن، وهو ما يشير إلى فعالية طويلة الأمد للعلاج.

الحقن تدخل التجارب البشرية: نتائج مرتقبة العام المقبل

وتخضع حالياً 'RES-010' للمرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر، والتي انطلقت نهاية العام الماضي، ومن المتوقع الإعلان عن نتائجها النهائية خلال العام المقبل. ويأمل الباحثون في أن تُثبت هذه الحقن كفاءتها وسلامتها ليتم اعتمادها كعلاج فعّال ضد السمنة.

برمجة الدهون بدلاً من كبح الشهية: تحول علمي في مفاهيم فقدان الوزن

الدكتور ريكاردو بانيلا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة 'ريساليس ثيرابيوتكس' المنتجة للحقن ومقرها مدينة تورينو الإيطالية، أوضح أن 'RES-010' تعمل بشكل مختلف عن أدوية إنقاص الوزن الحالية، حيث لا تركز على تقليل الشهية، بل على تعديل طريقة استخدام الجسم للدهون، من خلال تحفيز نشاط الميتوكوندريا – وهي بمثابة البطاريات التي تمد الخلايا بالطاقة – وتحويل الدهون البيضاء المخزِّنة للطاقة إلى دهون بنية تقوم بحرقها.

سباق الأدوية مستمر: أقراص يومية تنافس الحقن

ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تتسابق فيه شركات الأدوية لتقديم حلول أكثر تطوراً لعلاج السمنة. فقد أعلنت شركة 'إيلي ليلي' الأميركية قبل يومين عن تطوير دواء جديد يُتناول عن طريق الفم يُعرف باسم 'أورفورغليبرون (orforglipron)'، يعمل على استهداف نفس مستقبلات 'GLP-1' التي تستهدفها أدوية مثل 'أوزمبيك'، 'ويغوفي'، و'مونجارو'، والتي تعتمد على كبح الشهية وتعزيز الشعور بالشبع.

توصيات عالمية: منظمة الصحة تعتبر السمنة مرضاً مزمناً

وفي سياق متصل، كشفت مسودة إرشادات جديدة أصدرتها منظمة الصحة العالمية – ونقلتها وكالة 'رويترز' – أنها ستوصي باستخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السمنة لدى البالغين، داعية الدول إلى التعامل مع السمنة بوصفها مرضاً مزمناً يتطلب حلولاً طبية مستدامة وليست مجرد تغييرات في نمط الحياة فقط.