اخبار السودان
موقع كل يوم -أخبار الآن
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
الخرطوم (أخبار الآن)
أكثر من مليون طفل في السودان معرضون للإصابة بالكوليرا
ليس فقط الآلة العسكرية هي من تقضي على حياة السودانيين ولكن أيضا تلوح بالأفق أمراض وأوبئة خطيرة تؤدي بحياة العشرات وربما المئات.
فقد قضى نحو 70 شخصا جراء الكوليرا في العاصمة الخرطوم بحسب ما أعلن مسؤولو الصحة، في وقت تكافح الخرطوم التفشي المتسارع للمرض وسط انهيار الخدمات الأساسية.
وأعلنت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم تسجيل 942 حالة إصابة جديدة و25 وفاة أمس الأربعاء، غداة تسجيل 1177 حالة إصابة و45 وفاة الثلاثاء.
آلاف الحالات
وكانت منظمة 'أطباء بلا حدود' أكدت في وقت سابق الإبلاغ عن آلاف الحالات، المشتبه إصابتها بالكوليرا في السودان، مشيرة إلى تسجيل 500 حالة خلال يوم واحد في العاصمة الخرطوم وحدها، وسط أوضاع صحية متردية، حيث نشر متطوعون صورا لمصابين يفترشون الأرض ويتلقون العلاج بالمحاليل الوريدية في الشوارع وباحات المستشفيات.
ووصفت نقابة أطباء السودان الوضع بـ 'الكارثي'، وعزت تدهور الأوضاع الصحية إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب، لكن وزير الصحة قال إنهم خصصوا غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الصحي.
وفي حين أعلنت دوائر صحية في ولايات مثل سنار والجزيرة عن تفشي المرض في عدد من المناطق، قال عاملون في الحقل الصحي إن المرض تفشى في 7 ولايات على الأقل، مشيرين إلى أن عدد الإصابات أعلى بكثير من البيانات التي نشرتها وزارة الصحة، الخميس، والتي تحدثت فيها عن نحو 2300 إصابة.
اليونسيف تحذر
قالت اليونيسف إن 34 ألف شخص عادوا إلى ديارهم في الولاية منذ كانون الثاني/يناير، ولكن معظمهم إلى مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية إلى حد كبير، بما في ذلك المياه والصرف الصحي.
وأكدت أن الهجمات المستمرة على محطات توليد الطاقة في الولاية خلال الشهر الماضي قد أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم نقص المياه، مما أجبر العديد من العائلات على جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة. وقد زاد هذا من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المميتة المنقولة عن طريق المياه.
وفي هذا الصدد، قال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يات، إنه في كل يوم 'يتعرض مزيد من الأطفال لهذا التهديد المزدوج المتمثل في الكوليرا وسوء التغذية، وكلاهما يمكن الوقاية منه وعلاجه، إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب'.
وقال إن الصندوق وشركاءه 'يسابقون الزمن' لتوفير الرعاية الصحية الأساسية والمياه النظيفة والتغذية، من بين خدمات أخرى منقذة للحياة، للأطفال 'المعرضين بشدة للأمراض المميتة وسوء التغذية الحاد الوخيم'.
وأعلنت اليونيسف أنها تنفذ استجابة متعددة الجوانب للكوليرا في الخرطوم، تستهدف فيها المجتمعات المعرضة للخطر، بما في ذلك من خلال توزيع مواد كيميائية لمعالجة المياه المنزلية، ونشر أجهزة الكلور في نقاط المياه، وتوعية المجتمعات المحلية حول المرض والوقاية منه.
وقد قدمت اليونيسف أكثر من 13.7 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية منذ عام 2023، بما في ذلك أكثر من 9.2 مليون جرعة في عام 2024 وحوالي 1.6 مليون جرعة في عام 2025.
ومن المقرر وصول الدفعة التالية، التي تضم حوالي ثلاثة ملايين جرعة، إلى البلاد بنهاية هذا الشهر، وسيتم توزيعها في معظم المناطق المتضررة في ولايتي الخرطوم وشمال كردفان. إلا أن الصندوق قال إنه يحتاج بشكل عاجل إلى 3.2 مليون دولار إضافية لتمويل الاستجابة الطارئة للكوليرا في ولاية الخرطوم.
جدير بالذكر أنه منذ بداية تفشي الكوليرا، الذي أُعلن عنه رسميا في 12 آب/أغسطس 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 65200 حالة إصابة وأكثر من 1700 حالة وفاة في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان.