اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
عمر محمود - الدوحة - الخليج أونلاين
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، الدكتور حسن البراري:
حملات التشويه الممنهجة التي تتعرض لها دولة قطر تمثل ابتزازاً سياسياً لدورها في الوساطة، التي تقوم بها بالشراكة مع مصر.
في إطار حملة إعلامية منظمة اتبعت أساليب الافتراء والتشكيك وتزييف الحقائق، سعت بعض وسائل الإعلام إلى التشكيك في مواقف دولة قطر الثابتة وتشويه سمعتها بصفتها وسيطاً دبلوماسياً محايداً ونزيهاً، يساهم بفعالية في حل النزاعات حول العالم.
سرديات مكذوبة وأخبار مفبركة، تخللت هذه الحملة مستخدمة 'البروباغندا' الصحفية وصوراً مغلوطة؛ بهدف النيل من صورة قطر أمام المجتمع الدولي وخلق تشكيك في دورها البارز بين شركائها الدوليين؛ في محاولة لعرقلة قدرتها على المساهمة في التوصل إلى حلول تفاوضية بشأن القضايا العالقة.
الملاحظ أن دولة قطر، وعلى مدار أكثر من عام ونصف، استمرت في تصدر العناوين العالمية؛ إذ اتخذت بعض وسائل الإعلام من القصص الملفقة والمزاعم السطحية مادة إعلامية مسيئة.
وعلى الرغم من أن هذه السيناريوهات لا تتجاوز حدود الخيال، فإن رغبة البعض في استهداف قطر حولتها إلى أداة للضغط ووسيلة للتأثير على مواقفها الثابتة كداعم للوساطة المحايدة.
ومن بين الروايات المضللة الأخيرة، تبرز المحاولات لاستغلال الاتفاقيات التعليمية التي أبرمتها قطر مع جامعات أمريكية بارزة، مثل جامعة جورجتاون وجامعة كورنيل وجامعة تكساس آي إند إم، في ربط اسم قطر بالمظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، بغية توجيه اتهامات غير صحيحة لها.
تأتي هذه الحملة بعد أقل من شهر على مزاعم اختراق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل قطر، في خطوة تهدف إلى تقويض الجهود المشتركة مع جمهورية مصر العربية في جهود الوساطة المتعلقة بالحرب في قطاع غزة.
وإذ تسعى تل أبيب، وتحديداً بنيامين نتنياهو، إلى إبقاء الوضع الراهن في قطاع غزة دون الوصول إلى إنهاء الحرب، بهدف تحقيق مكاسب سياسية داخلية والتهرب من الالتزامات القضائية التي قد يواجهها نتنياهو في حال انتهاء الحرب، ينظر كثيرون إلى الحملات الإعلامية الممنهجة التي تتعرض لها قطر على أنها مدفوعة من قبل نتنياهو أو داعميه في مختلف دول العالم.
هذا الدعم ليس إلا محاولة واضحة للضغط على الدور القطري في الوساطة بشأن قطاع غزة، لا سيما في ظل تزايد عدد الدول والمنظمات التي تتبنى وجهة النظر التي تحمّل 'إسرائيل' مسؤولية تعطيل جهود الوساطة.
'هراء واتهامات غير واقعية ومجرد افتراضات تفتقر إلى أي أدلة أو حقائق'، بهذا الرد أجاب رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على استفسار خلال مؤتمر صحفي بالدوحة مع نظيره التركي هاكان فيدان، أمس الأحد، بشأن الدور القطري في تحريك المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية.
وأضاف أن العلاقة بين المؤسسات التعليمية القطرية والمؤسسات التعليمية الأمريكية هي علاقة واضحة وشفافة، ومحصورة بالجامعات التي تعمل في الدوحة فقط.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن بعض الحملات الصحفية يتم اختلاقها واستخدامها لأغراض سياسية لا تمت للحقيقة بصلة، مشدداً على التزام دولة قطر بدعم السلام والاستقرار الإقليمي، ورفضها لأي حملات تهدف إلى تأجيج الأوضاع أو تشويهسمعةالدول.
حملت تصريحات رئيس الوزراء القطري رسالة سياسية حازمة في مواجهة الادعاءات المتزايدة خلال الأشهر الماضية، التي تهدف بوضوح إلى الضغط على قطر بشأن وساطتها المشتركة مع الجانب المصري لإنهاء الحرب في قطاع غزة على حساب حركة حماس.
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، الدكتور حسن البراري، يرى أن حملات التشويه الممنهجة التي تتعرض لها دولة قطر تمثل ابتزازاً سياسياً لدورها في الوساطة، التي تقوم بها بالشراكة مع جمهورية مصر العربية.
وعدّ البراري هذا التصعيد يأتي في سياق محاولة الاحتلال الإسرائيلي الضغط على حركة حماس عبر الوسيط القطري، بهدف تحقيق أهداف لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيقها.
ويشير البراري، في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، إلى أن هناك انطباعاً لدى الاحتلال الإسرائيلي بأن دولة قطر تستطيع الضغط على حركة المقاومة وفقاً للشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب.
ويؤكد أن الدوحة تواصل التأكيد على أنها تمارس دور الوسيط النزيه والمحايد، الذي يوفر الأرضية ويقوم بنقل المقترحات بين الطرفين، مع السعي لتجسير الفجوة بينهما.
ويعزو البراري استمرار الحملات ضد قطر إلى الإصرار القطري على الحفاظ على مبادئها في الوساطة النزيهة والمحايدة، واصفاً تلك الحملات بأنها شكل من أشكال الابتزاز السياسي من قبل الاحتلال الإسرائيلي لدولة قطر في المحافل الدولية.
وحول مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي في الإبقاء على الوضع الراهن في غزة، يوضح الدكتور البراري أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في الوقت الحالي، حتى لا يُطرح العديد من الأسئلة داخل المجتمع الإسرائيلي، أهمها:
التحقيقات المتعلقة بحرب غزة الحالية والإخفاق الذي وقع في السابع من أكتوبر.
الملفات القضائية الخاصة به التي تم تجاوزها خلال فترة الحرب.
ويضيف أن نتنياهو يحاول من خلال إطالة أمد الحرب طي الخلافات الداخلية، والبحث عن انتصار شامل في غزة يستطيع من خلاله إخماد الأصوات في الشارع الإسرائيلي.
وبحسب رأيه، يرى البراري أن تصريحات رئيس الوزراء القطري حول حملات التشويه تأتي في إطار الدفاع عن الواقع والحقيقة.
ولفت إلى أن هذه التصريحات ليست جديدة، بل هي استمرار لمواقف قطر الدفاعية عن نفسها، كما حدث عندما علقت دولة قطر وساطتها بشأن الحرب في قطاع غزة، في محاولة لرفض الابتزاز السياسي.