اخبار قطر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
استهداف الدوحة يضع واشنطن أمام مسؤولية الثقة التي منحها إياها الحلفاء مع وجوب الانتصار لها
بعدما شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت قيادات لحركة 'حماس' في الدوحة أول من أمس الثلاثاء، قال الكاتب والمحلل السياسي مبارك آل عاتي إن العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية سيؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي في المنطقة، وإعادة ترتيب العلاقات داخل الإقليم طبقاً للتطورات السيئة التي خلقها هذا الاعتداء.
وأشار آل عاتي إلى أن وساطة قطر لن تتأثر، مؤكداً أن الدوحة وبحسب ما ذكرت ستواصل العمل على جهود الوساطة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولافتاً إلى أن هذا العدوان وإن كان أسهم في تعقيد المشهد السياسي لكنه لن يعوق الوساطة القطرية، خصوصاً وأنها جاءت برغبة ورعاية وموافقة أميركية، ولذلك فمن المتوقع استمرارها.
ويعتقد المحلل السياسي أن الدبلوماسية القطرية نشطة، فالدوحة نسجت علاقات كبيرة جداً مع القوى الكبرى ومع الـ 'ناتو'، وكذلك مع قوى مؤثرة في الغرب والشرق، متوقعاً نجاحها في تحريك العواصم الكبرى لمصلحة إدانة هذا العدوان، ومشيراً إلى أنه طبقاً للتصريحات القطرية التي ذكرت أن الدوحة تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، فإنه من المتوقع أن تركز على جهود الدبلوماسية لمصلحة الانتصار لحقها وقرارها السيادي.
ويرى آل عاتي أن الرد سيكون مدروساً ومتعقلاً، فلن تفرط قطر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، مستبعداً في الوقت نفسه أن تطلب الدوحة من واشنطن إخلاء 'قاعدة العديد' لأنها تعدها عامل استقرار وتوازن للسياسة القطرية.
وفي ما يخص أثرها في الإقليم، أكد آل عاتي أن الضربة الإسرائيلية ستؤدي إلى تعقيد الموقف من حيث إعادة ترتيب العلاقات والتوازنات، وطبقاً لحال الإرباك التي أدخلها العدوان الإسرئيلي على الأراضي القطرية، مضيفاً أن 'على الولايات المتحدة اليوم ضغوطاً كبيرة جداً، لأنها حتماً ستفقد صدقيتها وتكون مطالبة بإعادة ضبط توازن العلاقات الإقليمية، خصوصاً بعدما ضحت بأمن دولة حليفة وجعلتها عرضة للاستهداف من دولة أخرى أيضاً حليفة'، مؤكداً أن على واشنطن أن تثبت صدقيتها وتنتصر لها.
وقال الكاتب السياسي إن إسرائيل وضعت واشنطن في موقف حرج لأن ما حدث يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في إدخال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في آتون مطامعه المتطرفة في المنطقة مع جرهّ إلى خططه، ومضيفاً 'كنا نأمل أن ينجح الرئيس الأميركي في السيطرة وأن يكبح جماح نفوذ وأطماع اليمين الإسرائيلي المتطرف، لكن وجدنا العكس وأن نتنياهو نجح في أن يضع ترمب في مربعه وتوجهاته'.
وبحسب آل عاتي فإن الضربة الإسرائيلية لمقار 'حماس' في الدوحة أكدت أن 'تل أبيب لا تعترف بأية حدود، ولذا فإن الجنون الإسرائيلي مرشح للانفجار في أية لحظة وأي مكان، وهذا سيلقي بمزيد من المسؤولية والتأهب على كل دول المنطقة لردع هذا الجنون قبل أن ينتهك سيادتها'.
وفي ختام رسالته قال المحلل السياسي إن 'إسرائيل لا تعترف بأية اتفاقات، خصوصاً أنها تجد المظلة الأميركية حامية وتنقذها دائماً من الانتقادات وليس العقوبات فقط'، وتابع 'ننتظر ما سيصدر عن مجلس الأمن الدولي'، مستبعداً 'إصدار أي قرار ضد تل أبيب، وهو ما سيعزز نفوذ التوسع الإسرائيلي، وربما نشهد تهوراً في مناطق أخرى تحت أية مبررات واهية يتخذها اليمين المتطرف ذريعة'.























