اخبار قطر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
الرئيس الأميركي يشيد بـ'الهدية' وإدارته غير قلقة مما قد تطلبه الدوحة في المقابل
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين بـ'لفتة رائعة' من قطر التي ستقدم طائرة رئاسية جديدة له، بينما أكد البيت الأبيض أنه سيتعامل مع المسألة 'بأقصى درجات الشفافية'، نافياً أن الدوحة تتوقع في المقابل أي معاملة تفضيلية.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، 'هي لفتة رائعة. لن أرفض يوماً عرضاً كهذا. وقد يكون من الغباء القول كلا، لا نريد طائرة فاخرة بالمجان'.
وكانت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت اليوم الاثنين إن قطر عرضت إهداء طائرة للولايات المتحدة، وإن التفاصيل لا تزال قيد الدراسة.
وأضافت ليفيت في مقابلة أجرتها معها قناة 'فوكس نيوز'، 'عرضت الحكومة القطرية مشكورة إهداء طائرة لوزارة الدفاع، ولا تزال التفاصيل القانونية لذلك قيد الدراسة'.
وصرحت ليفيت إن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستتصرف وفقاً للقانون في هذا الشأن ولا تشعر بالقلق تجاه ما قد تطلبه الدوحة في المقابل.
وأكدت أن 'أي إهداء لهذه الحكومة يجري دائماً وفق القانون، ونلتزم بأقصى درجات الشفافية، وسنواصل ذلك'.
ورداً على سؤال حول هل يشعر البيت الأبيض بالقلق من أن تطلب قطر شيئاً في المقابل، أجابت 'بالتأكيد لا. لأنهم يعرفون الرئيس ترمب، ويعلمون أنه لا يضع في اعتباره سوى مصالح الشعب الأميركي'.
وأفادت تقارير إعلامية في وقت سابق بأن الرئيس الأميركي يعتزم قبول طائرة 'بوينغ' فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية 'إير فورس وان'، على الرغم من القوانين الصارمة المتعلقة بالهدايا الرئاسية.
ورجحت شبكة 'أي بي سي نيوز' التي كانت أول من أذاع النبأ أن تكون طائرة 'بوينغ 8-747 جامبو' أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها 'قصر طائر'.
ويحظر الدستور الأميركي تحت بند المكافآت على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا 'من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية'.
لكن ترمب قد يخطط لتجاوز القانون بتسليم الطائرة إلى مكتبته الرئاسية مع انتهاء ولايته، بينما وقال أعضاء بالحزب الديمقراطي وناشطون إن تقديم قطر لمثل هذه الهدية أمر غير أخلاقي، وربما غير دستوري.
ومع ذلك، فقد عد البيت الأبيض ووزارة العدل أن الهدية قانونية لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، مما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما أبلغت مصادر شبكة 'أي بي سي'.
كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهم، لأن سلاح الجو الأميركي سيتسلمها أولاً قبل تسليمها إلى مكتبة ترمب الرئاسية، ومن ثم لن تمنح لأي شخص.
ترمب يشيد بـ'الهدية'
بعد التقارير الإعلامية، دافع الرئيس الأميركي، أمس الأحد، عن خططه لقبول طائرة رئاسية جديدة كـ'هدية'.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر الأحد، لم يشر فيه إلى قطر، شن ترمب هجوماً حاداً قائلاً إن الطائرة 'هدية' موقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها أربعة عقود.
وقال ترمب، إن العملية 'شفافة'، موجهاً سهام النقد إلى الديمقراطيين الذين يرغبون في إنفاق المال على طائرة رئاسية جديدة من دون داع.
'استخدام موقت'
من جانبها، قللت قطر من حجم الضجة التي أثارها التقرير، قائلة إن وصف الطائرة بالهدية 'غير دقيق'.
وقال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة دولة قطر في واشنطن، 'إن النقل المحتمل لطائرة للاستخدام الموقت كطائرة إير فورس وان قيد الدراسة حالياً بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية'، مؤكداً أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.
وذكرت تقارير أن ترمب تفقد الطائرة التي تملكها قطر في فبراير (شباط) عندما كانت رابضة في مطار بالم بيتش الدولي.
ومن المقرر الإعلان عن الأمر بالتزامن مع جولة ترمب الشرق أوسطية هذا الأسبوع، التي تشمل قطر، وفقاً لما ذكرته شبكة 'أي بي سي' وصحيفة 'نيويورك تايمز'.
والرئيس الأميركي غير راض منذ فترة طويلة عن طائرتي الرئاسة من طراز 'بوينغ 747-200B' أدخلت عليهما تعديلات بشكل كبير.
وأعلن في وقت سابق من هذا العام أن إدارته 'تبحث عن بدائل' لشركة 'بوينغ' بعد تأخرها في تسليم طائرتين جديدتين.
وكانت شركة الطيران الأميركية العملاقة قد وافقت عام 2018 على تسليم طائرتين رئاسيتين من طراز '747-8' بحلول نهاية عام 2024 مقابل 3.9 مليار دولار. لكن إفلاس أحد المتعهدين وتعطل الإنتاج بسبب وباء كورونا أجبرا شركة 'بوينغ' على تأجيل التسليم إلى عامي 2027 و2028.
ورغم أن الطائرة التي يعرضها القطريون يقال إنها عمرها أكثر من 10 أعوام، فإن طائرة 'بوينغ 747-8' الجديدة يبلغ ثمنها نحو 400 مليون دولار، بحسب خبراء.
ويتعين أيضاً تجهيز الطائرة بوسائل اتصالات وتحديثات أمنية واسعة النطاق قبل أن تصبح طائرة رئاسية.