اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
عمر محمود – الدوحة – الخليج أونلاين
كم يبلغ إنتاج قطر من الرطب؟
26 ألف طن من التمور موزعةً على 892 مزرعة منتجة تحتوي على أكثر من 508 آلاف نخلة.
ما نسبة الاكتفاء من التمور في دولة قطر؟
تُقدّر نسبة الاكتفاء المحلي من التمور والرطب بنحو 75%.
مساعد مدير إدارة الشؤون الزراعية لـ'الخليج أونلاين': نتوقع تجاوز 240 طناً من المبيعات وأكثر من 50 ألف زائر بنهاية المهرجان.
في قلب العاصمة القطرية الدوحة، وبرغم ارتفاع درجات الحرارة، تحول مهرجان الرطب السنوي إلى محطة بارزة في الروزنامة الثقافية والزراعية للمدينة في كل صيف، حيث يستقطب الزوار بساحة سوق واقف التراثي.
ومع كل دورة جديدة، يشهد المهرجان توسعاً لافتاً في عدد المزارع المشاركة وكميات الإنتاج المعروضة، ما يعكس الطفرة التي حققها القطاع الزراعي المحلي والاهتمام المتزايد بجودة المنتج الوطني.
وبعد مرور عشر سنوات على انطلاقته الأولى، لم يعد المهرجان مجرد سوق موسمي، بل تحوّل إلى مساحة لقاء بين المزارعين والمستهلكين، وفرصة للاحتفاء بمنتج يحمل رمزية ثقافية واقتصادية عميقة في وجدان أهل الخليج.
ويشارك في فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان الرطب (من 24 يوليو حتى 7 أغسطس 2025) بساحة سوق واقف الشرقية، التي تنظمه وزارة البلدية وإدارة سوق واقف، 116 مزرعة محلية، مقارنة بالدورة الأولى عام 2016، والتي ضمّت 19 مزرعة فقط.
وبحسب وزارة البلدية القطرية، يبلغ حجم الإنتاج المحلي من الرطب هذا العام 26 ألف طن، وتم الحصول عليها من مساحة تبلغ 2.542 هكتاراً، موزعة على 892 مزرعة منتجة تحتوي على أكثر من 508 آلاف نخلة، مع تحقيق نسبة اكتفاء محلي تُقدّر بـ75%.
علامة راسخة في الروزنامة الزراعية
عادل اليافعي، مساعد مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، يؤكد أن مهرجان الرطب السنوي أصبح علامة راسخة في الروزنامة الزراعية والتراثية لمدينة الدوحة، حيث نحتفل هذا العام بالنسخة العاشرة من المهرجان، بالتنسيق بين وزارة البلدية وإدارة سوق واقف، منذ انطلاقته الأولى عام 2016.
ويضيف اليافعي في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'شهدنا خلال هذه السنوات تطوراً ملحوظاً، سواء من حيث عدد المزارع المشاركة أو كميات الإنتاج المعروضة'.
ويشير إلى أن المهرجان بدأ بـ29 مزرعة في أول نسخة، واليوم بمشاركة أكثر من 114 مزرعة محلية، وهو مؤشر على النمو الإيجابي في القطاع الزراعي.
ويؤكد أن الكميات المعروضة ارتفعت بشكل كبير، قائلاً: 'في عام 2016 كانت الكمية المعروضة 29 طناً فقط، بينما بلغت في نسخة العام الماضي 240 طناً، ونتوقع هذا العام تجاوز هذا الرقم بإذن الله'.
ولفت اليافعي إلى أن الإقبال الجماهيري كبير، موضحاً: 'خلال الأيام الأولى فقط، تجاوز عدد الزوار 40 ألفاً، ونتوقع أن يتجاوز الإجمالي 50 ألف زائر مع نهاية المهرجان في 7 أغسطس'.
وينوه إلى أن المهرجان لم يعد مجرد سوق للمنتجات، بل أصبح منصة سنوية لتبادل الخبرات بين المزارعين، قائلاً: 'لاحظنا تحسناً في جودة الرطب عاماً بعد عام، والسبب يعود إلى التفاعل وتبادل الممارسات الزراعية الجيدة بين أصحاب المزارع'.
كما يشير إلى إدخال مسابقات جديدة هذا العام، مثل مسابقة أفضل سلة رطب، وأفضل الممارسات الزراعية، وأعلى كمية مبيعات، إضافة إلى مسابقات تفاعلية موجهة للجمهور.
ويوضح اليافعي أن المشاركة في المهرجان تخضع لاشتراطات صحية دقيقة، تشمل فحص المزارع والتأكد من خلو المنتجات من متبقيات المبيدات أو الإصابات الحشرية، مؤكداً أن جميع المشاركين يمتلكون شهادات صحية معتمدة.
وختم اليافعي تصريحه، بالقول: 'المهرجان يواكب الموسم السياحي، ويستقطب زواراً من مختلف دول الخليج، إلى جانب السياح الأجانب، وأصبح محطة سنوية معروفة تضاف إلى جدول السياح القادمين إلى قطر في شهر يوليو، بدعم من الخطط الوطنية لتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي'.
تطوير صناعات التمور
بدوره، يؤكد محسن الحداد، أحد زوّار الفعالية، أن المهرجان لا يقتصر على عرض المنتجات الزراعية فحسب، بل يلعب دوراً توعوياً مهماً في تثقيف الجمهور وتعريفه بأنواع الرطب المختلفة، مثل الخلاص والشيشي والبرحي والسكري.
كما يؤكد الحداد في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، أن المعرض يعكس تطور الإنتاج المحلي وتنوع الأصناف.
وينوه إلى أن الفعالية لا تهم المواطنين فقط، بل تستقطب جميع فئات المجتمع.
ولفت النظر، إلى أهمية تطوير الصناعات التحويلية الخاصة بالتمور، قائلاً: 'من المهم ألا تقتصر الفائدة على بيع الرطب فقط، بل يجب إنشاء مصانع لتصنيع التمور وتعبئتها بطريقة حديثة، بدلاً من هدرها أو التخلص منها، مما يسهم في تقليل الفاقد وزيادة القيمة المضافة للمنتج'.
وختم الحداد حديثه بالإشادة بالجهود المبذولة في دعم المنتج المحلي وتنويع الفعاليات الزراعية الصيفية، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تعكس هوية قطر الزراعية والاقتصادية، وتربط المواطن والمقيم بالمنتج الوطني بشكل مباشر.
الاهتمام بالموروث الزراعي
من جهته، أكد سلطان البادي، أحد زوار المعرض من سلطنة عُمان، أن المهرجان يشكّل قيمة مضافة لمشهد الفعاليات الصيفية في الدوحة، لاسيّما بالنسبة للزوار الخليجيين، الذين يعد الرطب أحد المكونات الأساسية في نمط حياتهم خلال موسم الصيف.
ويشير البادي، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، إلى أن الأصناف المعروضة من الرطب المحلي ليست فقط متنوعة، بل تتميز أيضاً بجودة عالية وشكل فاخر، ما يعكس مستوى العناية والدقة في الإنتاج الزراعي داخل قطر.
ويضيف: 'من الجميل أن يلمس الزائر هذا القدر من الاهتمام بالموروث الزراعي، وتقديمه بهذا الشكل الحضاري الذي يجمع بين جودة المنتج وأصالة المكان'.
ويشدد على أن المعرض لا يخدم الجانب التجاري فقط، بل يشكل أيضاً واجهة ثقافية وسياحية مهمة لدولة قطر، موضحاً: 'بصفتي زائراً لدولة قطر، أرى أن المعرض يمثل إضافة نوعية للفعاليات الصيفية، ويعد محطة جذب حقيقية لزوار قطر من دول الخليج وخارجها، لما يقدمه من طابع تراثي أصيل وتجربة تذوق ثرية'.
ونوّه بحسن اختيار الموقع، قائلاً: 'سوق واقف معلم تراثي وسياحي بامتياز، وإقامة المعرض ضمنه يضفي عليه مزيداً من الجاذبية'.
ولفت إلى أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تربط بين المنتج المحلي والبعد السياحي والثقافي، مضيفاً: 'هذه الفعاليات تعبر عن روح الانفتاح واعتزاز المجتمع بإرثه الزراعي، وهي تستحق أن تُروَّج على نطاق أوسع في العالم العربي، لما لها من أثر إيجابي على الهوية والاقتصاد المحلي معاً'.
تسويق المحصول السنوي
وبدوره يرى محمد سعيد، مشرف تسويقي في إحدى المزارع المشاركة بالمهرجان، إن مهرجان الرطب السنوي يمثل منصة تسويقية مهمة للمزارعين، ويمنحهم مساحة واسعة للترويج لمحاصيلهم الموسمية.
ويضيف سعيد في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'المهرجان يُقام سنوياً في نهاية يوليو، ويأتي بالتنسيق مع المزارع المحلية وبإشراف مباشر من وزارة البلدية، وبعد اعتماد المنتجات من المختبرات المختصة لضمان سلامتها وجودتها'.
ويؤكد أن المهرجان ساهم بشكل كبير في تعريف الجمهور بأنواع الرطب المحلية، قائلاً: 'هناك إقبال لافت من الزوار على المنتجات، والناس أصبحت أكثر وعياً بأنواع الرطب ومواصفاتها، ما يساهم في دعم تسويقها داخلياً وخارجياً'.
ونوّه بأهمية البعد السياحي للمهرجان، موضحاً: 'نشهد حضوراً متنوعاً من مختلف الجنسيات، سواء من دول الخليج مثل السعودية أو من دول أخرى، مما يعكس الطابع السياحي والثقافي للفعالية'.
ولفت النظر إلى أن المهرجان أصبح عنصراً أساسياً في استراتيجية تسويق المحصول السنوي، قائلاً: 'نحن نعتمد على هذا الحدث بشكل كبير لترويج الرطب بجميع أنواعه، فهو لا يقتصر على البيع، بل يسهم في تعزيز الوعي بالجودة الزراعية للمنتج المحلي'.