مع تزايد المخاطر.. ما خطط دول الخليج لمواجهة الأزمات والكوارث؟

طه العاني - الخليج أونلاين

تنسيق العمل وتوحيد الجهود والتعاون لمواجهة أي طارئ.

الزلازل والعواصف الرملية، والفيضانات، والأعاصير، وحوادث التسرب.

مركز إدارة حالات الطوارئ بدول مجلس التعاون.

تعكف دول مجلس التعاون الخليجي على إعداد خطط مشتركة للعمل معاً على مواجهة الكوارث والأزمات الطارئة التي من الممكن أن تتعرض لها المنطقة.

وتمتلك كل دولة خليجية مراكز ومؤسسات لإدارة الطوارئ والكوارث والأزمات، لكنها تتجه نحو توحيد الجهود وتعزيز التضامن الخليجي في مواجهة أي طارئ محتمل.

وكشف مؤشر المخاطر العالمي الصادر في فبراير 2023، أن دول الخليج الست من بين الدول الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ والكوارث الطبيعية.

ويشير تقرير الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2021، إلى أن الكوارث العالمية المرتبطة بالمناخ والطقس تزايدت بمعدل 5 أضعاف خلال العقود الخمسة الماضية، لكن الاستعدادات المبكرة تنقذ مزيداً من الأرواح.

خطة مشتركة

وفي التفاصيل تراود دول الخليج منذ سنوات، فكرة تنسيق العمل وتوحيد الجهود للتأهب والاستعداد التام لمواجهة أي طارئ قد يحدث واحتواء الأزمات بأقل الخسائر الممكنة.

فقد ناقش مسؤولو الشؤون الهندسية بدول مجلس التعاون قرار الاجتماع الـ25 لوزراء الإعلام بدول الخليج بشأن الموافقة على التصور الخاص بإعداد خطة مشتركة للطوارئ أثناء الأزمات والكوارث بدول المجلس.

وذكر الموقع الرسمي للأمانة العامة لمجلس التعاون أن الموافقة على التصور جاءت خلال الاجتماع الحادي عشر للجنة، الذي نظمته الأمانة العامة، ممثلة بقطاع شؤون الإنسان والبيئة في 9 مايو 2023، عبر الاتصال المرئي، برئاسة سعيد بن سالم الشريقي، مدير عام الهندسة بوزارة الإعلام بسلطنة عُمان (دولة الرئاسة).

وشهد الاجتماع استعراض تقرير متابعة توصيات الاجتماع السابق لمسؤولي الشؤون الهندسية بدول المجلس، وتمت مناقشة المقترحات المقدمة من دول المجلس وما احتوته من مواضيع هامة تعزز العمل الهندسي بين دول المجلس.

المخاطر الإقليمية

ولم يقتصر التعاون الخليجي على مخاطر الكوارث الداخلية بل توسع إلى مناقشة التعامل المشترك، في مواجهة الكوارث الإقليمية في حال حصولها.

وفي هذا الإطار عقدت لجنة إدارة المخاطر بدول الخليج في 2 مايو 2023، اجتماعها العاشر عبر الاتصال المرئي، برئاسة العميد سالم الهنائي، رئيس هيئة الدفاع المدني والإسعاف بسلطنة عُمان.

وجرى خلال الاجتماع الاطلاع على قرارات وزراء الداخلية بهذا الشأن، كما استعرض رئيس مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ مهدي العجمي، تقرير أعمال الفريق الفني المختص بوضع الحلول وآليات التعامل مع المخاطر الإقليمية.

وناقش ممثلو دول الخليج محاور تقرير مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ حول مشروع تحديث سجل المخاطر، ومشروع التمرين الخليجي الخاص باختبار آليات نقل المعلومات والموارد في وقت المخاطر الإقليمية.

كما تناولت اللجنة أهم الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بمجال إدارة المخاطر والتعامل مع الأزمات والكوارث وتأثيراتها، إلى جانب استعراض تجارب الدول الأعضاء، وكيفية تبادل الخبرات في هذا الإطار.

يشار إلى أن إدارة المخاطر بدول مجلس التعاون هي لجنة مشتركة تُعنى بالإشراف على وضع الاستراتيجيات للحد من المخاطر وتأثيراتها، وتعقد اجتماعاتها سنوياً.

أولوية قصوى

وتعد الخطط المشتركة للطوارئ خلال الأزمات والكوارث أمراً ذا أهمية كبيرة وأولوية قصوى في دول الخليج، حيث يساعد وجود خطة مشتركة للطوارئ على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الخليجية ويتيح لها تقديم الدعم والمساعدة على نحو أكثر فاعلية.

ويشير مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن دول الخليج العربي أولت إدارة الكوارث بالغ الاهتمام على المستوى الخليجي الجماعي، ومن ذلك تأسيس مركز إدارة حالات الطوارئ بمجلس التعاون.

ولفت التقرير الذي نشر في 6 مارس 2023، إلى أن مركز الطوارئ الخليجي يستهدف التعامل مع الكوارث الطبيعية والبيئية ودعم صانعي القرار بالحقائق العلمية قبل وفي أثناء وبعد هذه الحوادث لاتخاذ الإجراءات المناسبة بما يحد من آثار تلك الكوارث.

كما يدعم المركز كل دولة خليجية على حدة من خلال تقديم المشورة واستحداث عديد من المؤسسات ذات الصلة بإدارة الأزمات والكوارث في تلك الدول.

وشدد التقرير على ضرورة استفادة دول الخليج من تجارب الدول التي تمتلك الظروف البيئية والطبيعية ذاتها من حيث الكوارث المتوقعة، مع تعزيز الوعي المجتمعي في التعامل مع الحالات الطارئة.

مركز الطوارئ

وتكمن أهمية إنشاء مركز خليجي لإدارة حالات الطوارئ عام 2007، لما شهدته المنطقة، ولا تزال، من حروب وأزمات وكوارث طبيعية خلال العقود الثلاثة الماضية.

ويشير موقع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون إلى أن هناك حاجة ملحّة إلى تبني أسلوب إداري حديث للتنبؤ بجميع المخاطر الكامنة الطبيعية منها كالزلازل والعواصف الرملية، والفيضانات، فضلاً عن المخاطر الصناعية مثل حوادث الانفجارات وتسرب المواد الخطرة في الهواء الجوي أو في مياه البحر، أو حتى تلك التي قد تنتج عن أعمال تخريبية وتخطيط مسبق.

وتعمل دول الخليج على الاستفادة من أحدث ما توصلـت إليه التكنولوجيا العلمية في هذا المجال، وضمان كفاءة استخدام الإمكانات والطاقات المادية والبشرية المتاحة، وخلق الأدوات المناسبة لإدارة الكوارث.

ويهدف المركز إلى تكوين قاعدة من الباحثين والمختصين في مجالات التخطيط المسبق للتعامل مع الكوارث وإعداد خطة يتم في ضوئها اتخاذ الإجراءات المناسبة، بأقل ضرر وأعلى كفاءة ممكنة بالإمكانات المتاحة.

أهمية كبيرة

وفي هذا السياق يؤكد الباحث حارث سيف الخروصي أهمية الخطط المشتركة بين دول الخليج لمواجهة أي كوارث أو أزمات محتملة، لأن كل دولة حول العالم قد تكون معرضة لمخاطر طارئة، لذا يجب التكاتف والتنسيق لمواجهة هذه المخاطر.

ويضيف الخروصي في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، أن الدول الخليجية مختلفة في احتمالية تعرضها للكوارث، مثل الأعاصير التي تعتبر سلطنة عُمان الأكثر عرضة لها، بينما دول الخليج الأخرى أقل عرضة للأعاصير، وفق  إحصائيات السنوات الماضية.

ويلفت إلى أهمية توحيد الجهود الخليجية والتنسيق المشترك لمواجهة الكوارث وعمل خطة لتقليل الضرر الناتج مثلاً عن حوادث الطائرات أو حوادث السفن والتسريب النفطي، وكذلك الكوارث الطبيعية كالأعاصير وفيضانات الأمطار وغيرها.

ويرى الباحث أن التنسيق المشترك بين دول الخليج لمواجهة الكوارث أمر مهم، 'لأن هذه الدول متقاربة فيما بينها وتشترك في السواحل وفي المناطق الجغرافية وطبيعتها'.