اتفاق دفاعي.. قطر تفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع بنغلاديش

إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين

تشير التقارير إلى أن التعاون الدفاعي بين قطر وبنغلاديش يشمل نشر عناصر حماية مدربين في قطر وتعاون في مجال التدريب والتأهيل ويفتح الباب لتعميق العلاقات في بقية المجالات.

فتحت مذكرة التعاون الدفاعي، الموقعة بين قطر وبنغلاديش، خلال زيارة الضابط الرئيسي لشعبة الأركان البنغلاديشية الفريق إس إم قمر الحسن مؤخراً إلى الدوحة، مرحلة جديدة من التعاون الأمني الممتد بين البلدين.

الاتفاق الذي أعلنته وزارة الدفاع القطرية ووسائل إعلام بنغلاديشية، يوم السبت 15 نوفمبر، يمثّل تطوّراً لافتاً في العلاقات العسكرية بين البلدين، كما أنه يمثل تتويجاً لجولات من المحادثات العسكرية الثنائية على مدار السنوات الماضية.

ومن شأن هذه الاتفاقية الدفاعية أن تمنح البلدان فرصة للاستفادة من خبرات بعض، كما أنها تمنح قطر فرصة للاستفادة من الخبرة البنغلاديشية في الحماية الأمنية وحفظ المنشئات، وغيرها من الخدمات العسكرية والأمنية اللوجستية.

مباحثات عسكرية

شهد الأسبوع الماضي لقاءات عسكرية رفيعة في الدوحة، بين الجانبين القطري والبنغلاديشي، حيث أجرى الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الدفاع القطري، يوم الاثنين (17 نوفمبر)، مباحثات عسكرية مع الضابط الرئيسي لشعبة الأركان في القوات المسلحة البنغلادشية، العميد قمر الحسن.

المباحثات التي جرت في مقر وزارة الدفاع بالدوحة، تركزت حول التنسيق الدفاعي والتدريب العسكري وتبادل الخبرات، وفق مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية، إضافة إلى تطوير مجالات التعاون الثنائي بما يخدم الجانبين.

ويوم الأحد (16 نوفمبر)، أجرى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، الفريق الركن طيار جاسم المناعي، مباحثات عسكرية مع الحسن، شهدت توقيع اتفاق دفاعي.

فعلى هامش المباحثات العسكرية وقع الجانبان على مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي بين البلدين، في حين قالت وسائل إعلام بنغاليةإن الاتفاقية تشمل ترتيبات خاصة بإيفاد عناصر من القوات المسلحة البنغلاديشية للعمل في قطر ضمن مهام دفاعية وأمنية.

ولم تُعلن الجهات الرسمية في الدوحة أي تفاصيل حول أعداد العسكريين المشمولين بالتفاهم أو تؤكد صحة هذه المعلومة.

صحيفة 'Dhaka Tribune' البنغلاديشية الناطقة بالإنجليزية أوردت، يوم (16 نوفمبر)، أنه بموجب هذه الاتفاقية، 'سيكون أعضاء القوات المسلحة البنغلاديشية قادرين على الخدمة في القوات المسلحة القطرية'.

الصحيفة أشارت إلى أن هذه الاتفاقية 'تفتح آفاقاً جديدة لنشر الكفاءات المؤهلة في القوات المسلحة القطرية'، كما أنه من المتوقع 'أن ترتقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق جديدة'.

وسبق أن وقعت قطر وبنغلاديش مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الدفاع، أواخر أكتوبر من العام 2022، ووفق وسائل إعلام بنغلاديشية، فإن المذكرة الموقعة حينها كانت جزءاً من الجهود المستمرة لزيادة التعاون بمختلف المجالات بين البلدين.

تعزيز قدرات

وتقدم مذكرة التفاهم الأخيرة فرصة الاستفادة من خبرات القوات البنغلاديشية في قطر بمهام التأمين والحماية، نظراً للخبرة الكبيرة التي تمتلكها بنغلاديش؛ لكونها أحد أكبر المساهمين عالمياً في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ويمنح الدوحة إمكانات بشرية عالية الجاهزية في مجالات الحراسة، وتأمين المنشآت الحيوية، وإدارة الحشود، وهو ما يُعد حيوياً لقطر التي تستضيف فعاليات دولية كبرى بشكل متكرر.

كما يمنح التفاهم بين البلدين أطراً تدريبية مؤسسة، نظراً لما تملكه بنغلاديش من خبرة متقدمة في التدريب على مختلف المجالات المتعلقة بالصراعات، والأزمات والكوارث، المرتبطة بالحروب وغيرها، وتحديداً عبر 'معهد بنغلاديش لتدريب عمليات دعم السلام BIPSOT'.

ويقول مراقبون لشبكة 'تلفزيون المسلمين' (17 نوفمبر): إن هذه التعاون الدفاعي 'يفتح فصلاً جديداً في الدبلوماسية الدفاعية لبنغلاديش، كما أنه يوفر لأفرادها العسكريين المدربين فرصاً في الخارج'.

وكان شفيق الرحمن علام، سكرتير الصحافة لرئيس مستشاري بنغلاديش قال، في (22 أبريل الماضي)، إن قطر ستستقبل 725 جندياً من بنغلاديش، مشيراً إلى أن هناك جهوداً لزيادة هذا العدد مستقبلاً، بحسب ما نقله موقع 'ذا بيزنس ستاندرد' وصحيفة 'bonik barta'البنغالية.

وبحسب تقرير لـ'مركز KRF لشؤون بنغلاديش والشؤون العالمية' (فبراير 2024)، فإن العام 2023، كان محطة فارقة في التعاون بين قطر وبنغلاديش، خصوصاً في المجال الدفاعي.

وأشار إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعتها الدوحة ودكا، في أكتوبر 2022، تعكس الالتزام بالتعاون المستمر في قطاع الدفاع، 'التي تشمل موافقة مجلس الوزراء البنغلاديشي على إرسال أفراد من القوات المسلحة البنغلاديشية إلى قطر في مهمةٍ مؤقتة'، بدا أنها مرتبطة بتأمين كأس العالم حينها، مما يُعزز التكامل المباشر بين قوات الدفاع في كلا البلدين.

ووفق المركز، فإن هذه الاتفاقية كانت بمنزلة خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات ليس فقط على المستوى الحكومي، بل أيضاً بين شعبي بنغلاديش وقطر.

فوائد أخرى

تعزيز التعاون العسكري يعد انعكاساً لانتعاش التنسيق والتفاهم في المجالات الاقتصادية والسياسية، إذ يعكس هذا التفاهم مساراً متصاعداً نحو شراكة أمنية ذات عمق سياسي.

فإلى جانب التعاون الدفاعي، تنفتح العلاقة على فوائد اقتصادية، أبرزها تأمين عمالة عسكرية مدربة بكلفة أقل من الخيارات الغربية أو الشركات الأمنية الخاصة.

كما تمنح الاتفاقية قطر مساحة واسعة لتعزيز حضورها الدبلوماسي في جنوب آسيا، في وقت يزداد فيه الطلب الدولي على الأدوار الوسطية والوساطات، وهو مجال برزت فيه الدوحة خلال السنوات الأخيرة.

هذا التفاهم العسكري والدفاعي الذي لم تتضح تفاصيله كثيراً، قابل للتوسع، كما أنه يتماشى مع رؤية قطر لتعزيز أمنها الداخلي والإقليمي عبر شراكات متعددة الاتجاهات.

وشهدت العلاقات بين البلدين قفزة كبيرة عقب زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بنغلاديش، في يناير 2024، وعقده مباحثات رفيعة حول التعاون في مختلف المجالات الثنائية.