كيف دعمت قطر التعليم في أفغانستان بعد حكم طالبان؟

يوسف حمود - الخليج أونلاين

ما الاتفاقية الجديدة بين قطر وحكومة طالبان؟

دعم مشروع تعليم الأطفال خارج المدرسة.

كم يستهدف المشروع؟

30 ألف طالب نصفهم فتيات.

وما أبرز ما قدمته قطر سابقاً في هذا الإطار؟

احتضان طلاب الجامعة الأمريكية في أفغانستان وتدريسهم في قطر.

يعتبر التعليم حقاً إنسانياً أصيلاً، حيث يحتل في كثير من الدول مرتبة رفيعة لكونه يساهم في تحقيق ركيزتين أساسيتين وهما التنمية البشرية والاجتماعية.

ومن هذا المنطلق، وضعت دولة قطر التعليم في مكانة متميزة، وقدمت له الدعم دولياً، خصوصاً في الدول الفقيرة والمتضررة من الحروب، وساهمت في عودة عشرات الآلاف من الطلاب إلى المدارس والجامعات.

وكانت أفغانستان واحدة من تلك الدول التي حظيت بدعمٍ قطري، خصوصاً بعد سيطرة حركة 'طالبان' على الحكم في أغسطس 2021، حيث وقعت اتفاقيات وعقدت لقاءات مكثفة في التعليم.

اتفاقية جديدة

في إطار ما تقوم به قطر من دعم التعليم في عدة دول، وقّع صندوق قطر للتنمية، الثلاثاء 21 مارس، مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم الأفغانية بشأن التزامات جديدة لدعم مشروع تعليم الأطفال خارج المدرسة في أفغانستان.

يهدف المشروع إلى إلحاق 30 ألف طالب وطالبة، منهم 50٪ من الفتيات، لاستكمال تعليمهم الابتدائي في عدة مقاطعات أفغانية.

وسيمكن المشروع المشترك، الذي يمتد ثلاث سنوات، معظم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس والمحتاجين، ومن ضمنهم الفتيات والطلاب ذوو الإعاقة، حيث سيقوم الصندوق القطري بالعمل والتنسيق مع مدارس التعليم المجتمعية لبناء وتجديد الفصول الدراسية وتحسين مرافق الإصحاح، كما سيوفر التدريب للمعلمين المجتمعيين وضم المزيد منهم، وإشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسجيل الطلاب.

وتنقل وكالة الأنباء القطرية 'قنا' عن خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية، قوله إن بلاده 'تؤمن بأن التعليم هو إحدى أهم الركائز لازدهار البلدان الأقل نمواً'، مضيفاً: 'لسوء الحظ، هناك 3.7 ملايين طفل خارج المدرسة في أفغانستان اليوم، 60٪ منهم من الفتيات'.

بدوره قال فهد السليطي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية، الجهة المنفذة للمشروع، إن الاتفاقية 'تمثل علامة بارزة لأطفال أفغانستان، وسيكون لهذه المشاريع تأثير إيجابي على الفرص المتاحة للأطفال المهمشين في البلاد، وتمكينهم من تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لأنفسهم ولأسرهم'.

مستقبل التعليم بأفغانستان

قبل الاتفاقية كانت قطر قد استضافت محادثات رسمية بمشاركة من الحكومتين القطرية والأفغانية، ومنظمة اليونيسف، وقسم الشراكات الاستراتيجية في منظمة 'التعليم لا ينتظر'، التي ناقشت مستقبل التعليم في أفغانستان والتحديات والعقبات التي تواجهه.

ووفقاً لوسائل إعلامٍ قطرية ناقش المشاركون في المحادثات 'التحديات الاقتصادية وضعف البنية التحتية ومحدودية الموارد والمؤهلات البشرية في أفغانستان'، بالإضافة إلى ضمان المساواة في وصول الجميع للتعليم لا سيما الفتيات.

كما اتفق المشاركون على ضرورة ضمان حق التعليم للجميع على حد سواء، ووضع تصور مشترك يتعامل مع التحديات، وتوفير فرص تعليمية ذات جودة عالية لجميع الطلاب الأفغان في كل المناطق.

وقالت لولوة الخاطر، مساعدة وزير الخارجية القطري، إن بلادها مهتمة 'باستكمال المحادثات للتوصل إلى حلول جذرية لتطوير قطاع التعليم والصحة في أفغانستان'، مؤكدة حرص والتزام قطر بدعم الشعب الأفغاني الشقيق ومساعدته في تجاوز الصعوبات.

التعليم الجامعي

وفي وقتٍ سابق، وتحديداً في أكتوبر 2021، كانت قطر قد أعلنت توفيرها التعليم لطلاب الجامعة الأمريكية في كابل؛ نظراً للظروف الأمنية؛ وذلك بإلحاقهم بكليات المدينة التعليمية في الدوحة، وفقاً لاتفاقية تم توقيعها بين 'مؤسسة قطر' و'صندوق قطر للتنمية' مع الجامعة الأمريكية في أفغانستان.

وقضت الاتفاقية حينها بتأمين جميع المتطلبات التي تضمن إقامة الطلاب الأفغان في الدوحة، وتوفير الفرص أمامهم، من أجل مواصلة تعليمهم في قطر وتمكينهم من التعلم بدون حواجز أو خوف.

وجاءت تلك الاتفاقية استكمالاً للجهود التي بذلتها دولة قطر في الشأن الأفغاني، حيث استضافت بعض الطلاب -جنباً إلى جنب مع أعضاء هيئة تدريس الجامعة الأمريكية في أفغانستان وموظفيها- في حرم المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.

وحظي الطلاب الأفغان -وهم جميعاً في مرحلة التخرج- بالعناية والاهتمام والدعم خلال إقامتهم في المدينة التعليمية، فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي يتمتع بها بقية الطلاب في جامعات مؤسسة قطر.

وكان سفير قطر لدى واشنطن، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، قال إن عدد الطلاب المسجلين في الجامعة بلغ أكثر من ألفي طالب بدوام كامل وجزئي، لافتاً إلى أن النساء يشكلن نحو 45% من عدد الطلاب.

رفض قطري

ولأن قطر ترى في التعليم سبباً رئيسياً في التنمية ورقي الشعوب، فقد أعربت، في ديسمبر من العام الماضي، عن قلقها البالغ وخيبة أملها من قرار حكومة حركة طالبان، بتعليق دراسة الفتيات والنساء في جامعات أفغانستان حتى إشعار آخر.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيانٍ حينها، 'أن هذه الممارسات السلبية سيكون لها بالغ الأثر على حقوق الإنسان والتنمية والاقتصاد في أفغانستان'.

وأضاف البيان: 'وكدولة مسلمة تتمتع فيها المرأة بكافة حقوقها وعلى رأسها التعليم، تدعو دولة قطر الحكومة الأفغانية المؤقتة إلى مراجعة قرارها بما يتسق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فيما يتعلق بحقوق المرأة'.

وشدد البيان على موقف قطر الداعم لحصول الشعب الأفغاني بكافة أطيافه على جميع حقوقه، وفي مقدمتها الحق في التعليم، كما جدد البيان التزام قطر العميق بالعمل مع شركائها الأفغان والشركاء الدوليين، لضمان تمتع جميع فئات الشعب الأفغاني من جميع الأعمار بحقهم في التعليم.

ومع تفاقم الهجمات المتربصة به على مختلف المستويات، يمثل إحياء اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، فرصة لحشد التأييد الدولي من أجل ضمان المساءلة عن الانتهاكات المستمرة والمتعمدة التي تتعرض لها المدارس والمؤسسات التعليمية من جراء العنف المسلح في عدد من مناطق العالم.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً اقترحته الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة 'التعليم فوق الجميع' في قطر، والمبعوثة الخاصة لليونسكو للتعليم الأساسي والتعليم العالي، بتخصيص 9 سبتمبر من كل عام، يوماً عالمياً لحماية التعليم من الهجمات.