اخبار قطر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
إسرائيل تعلن دخول 93 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع والأمم المتحدة: لم نتمكن من توزيعها حتى الآن
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر اليوم الثلاثاء بعودة الوفد الذي يجري محادثات وقف إطلاق النار في غزة من قطر، على أن يبقى فريق صغير في الدوحة لمواصلة الحوار.
وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة دخلت اليوم إلى غزة غداة تأكيد الأمم المتحدة حصولها على إذن بإرسال معونات للمرة الأولى منذ فرض حكومة نتنياهو حصاراً مطبقاً على القطاع في الثاني من مارس (آذار) الماضي.
بدوره قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير اليوم إن الجيش سيوسع نطاق عملياته العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة وسيسيطر على أراض إضافية.
وأضاف زامير خلال جولة ميدانية في غزة 'نتحرك وفق خطة مدروسة، وننتقل إلى المرحلة التالية. حماس ستدفع ثمن تحديها... سنوسع نطاق مناوراتنا، ونسيطر على أراض إضافية، ونزيل البنية التحتية الإرهابية وندمرها حتى هزيمة حماس'.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة (كوغات)، وهي الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، 'دخلت 93 شاحنة تابعة للأمم المتحدة محملة مساعدات إنسانية تشمل الطحين للمخابز ومواد غذائية للرضع وتجهيزات طبية وأدوية اليوم (الثلاثاء) إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم'.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أوضح اليوم أن أية مساعدات إنسانية لم تُوزع حتى الآن على رغم وصول مزيد من الإمدادات إلى الجانب الفلسطيني عبر معبر كرم أبو سالم.
وأضاف دوجاريك أن 'إحدى فرقنا انتظرت اليوم ساعات عدة للحصول على موافقة إسرائيلية للدخول إلى منطقة كرم أبو سالم وجمع الإمدادات الغذائية. وللأسف، لم تتمكن من إدخال هذه الإمدادات إلى مستودعاتنا'.
وسمحت إسرائيل أمس الإثنين باستئناف دخول كميات محدودة من المساعدات إلى غزة بعد حصار استمر 11 أسبوعاً.
50 قتيلاً
قالت السلطات الصحية في غزة إن ضربات جوية إسرائيلية قتلت 50 فلسطينياً في الأقل اليوم الثلاثاء فيما تواصل إسرائيل قصفها على رغم الضغوط الدولية المتزايدة عليها لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع من دون عوائق.
وقال مسعفون في غزة إن الهجمات استهدفت منزلين، مما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً بينهم نساء وأطفال، ومدرسة تؤوي عائلات نازحة إلى جانب مناطق أخرى.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي أصدر تحذيراً أمس الإثنين لسكان خان يونس جنوب قطاع غزة يخبرهم بضرورة الإخلاء والتوجه إلى الساحل استعداداً لهجوم 'غير مسبوق'.
وقال المسعفون إن غارات اليوم استهدفت خان يونس ومناطق إلى الشمال، منها دير البلح والنصيرات وجباليا ومدينة غزة.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم، مقتل 44 فلسطينياً بينهم أطفال، في غارات جوية شنتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجمعية محمود بصل إن طواقم الدفاع المدني نقلت 44 قتيلاً على الأقل ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل فجر اليوم (الثلاثاء) في مناطق عديدة في قطاع غزة، 'غالبيتهم من الأطفال والنساء، وعشرات الجرحى جراء مجازر جديدة'.
واليوم، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه وزعيمي فرنسا وكندا يشعرون بالفزع إزاء التصعيد في قطاع غزة، وجدد دعوتهم إلى وقف إطلاق النار.
'مذبحة القطاع'
دعا وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا الثلاثاء المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف 'مكتوف الأيدي' أمام 'المذبحة' التي ترتكب في غزة.
وتعد البرازيل واحدة من أكثر الدول انتقاداً على الساحة الدولية لحكومة نتنياهو التي كثفت هجومها على حماس في القطاع في الأيام الأخيرة.
وأعلن وزير الخارجية البرازيلي خلال جلسة استماع للجنة في مجلس الشيوخ في برازيليا 'إنه وضع رهيب، إنها مذبحة'. وأضاف 'هناك عدد كبير من الأطفال الذين قتلوا (...) ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يشاهد ما يحدث ويبقى مكتوف الأيدي'.
وندد فييرا بـ'شلل' مجلس الأمن الدولي في مواجهة 'غزو ينتهك القانون الدولي'. وتابع 'إنه غزو كأي غزو آخر والبرازيل تدينها جميعا، مثل غزو روسيا لأوكرانيا (...) لكنني لا أرى كل الدول تدين غزو' قطاع غزة.
'جائزة كبرى'
في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي رد بنيامين نتنياهو أمس الإثنين على إدانة قادة فرنسا وبريطانيا وكندا للحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، معتبراً موقفهم بمثابة 'منح حركة حماس جائزة كبرى'.
وجاء في بيان لنتنياهو 'بالطلب من إسرائيل وضع حد لحرب دفاعية نخوضها من أجل بقائنا قبل القضاء على إرهابيي (حماس) عند حدودنا وبالمطالبة بدولة فلسطينية، يقدم قادة لندن وأوتاوا وباريس جائزة كبرى لهجوم الإبادة الجماعية على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مع التشجيع على مزيد من هذه الفظائع'.
وقال نتنياهو في شريط مصور إن 'القتال شديد ونحن نحقق تقدماً. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع. لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له'.
وهدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا أمس الإثنين باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية التي استأنفتها على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات.
يأتي هذا التحرك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية جديدة الجمعة وقول نتنياهو في وقت سابق الإثنين إن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بأكمله. وحذر خبراء دوليون من مجاعة تلوح في الأفق.
وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية 'منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي'.
جهود وقف النار
أضاف البيان 'نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ولن نتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف'، وفق ما نقلته وكالة 'رويترز'.
وقال القادة الثلاثة 'دعمنا دوماً حق إسرائيل في الدفاع عن الإسرائيليين ضد الإرهاب، لكن هذا التصعيد غير متناسب على الإطلاق'. وأضافوا أنهم لن يقفوا متفرجين بينما تواصل حكومة نتنياهو 'هذه الأعمال الفظيعة'.
وعبروا أيضاً عن دعمهم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا إنهم ملتزمون الاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في تحقيق حل الدولتين.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر دخول شاحنات المساعدات بأنه 'قطرة في محيط' الاحتياجات في القطاع الفلسطيني المحاصر، والذي يعاني الجوع.
ضغوط على نتنياهو
من جانبها نقلت قناة 'العربية' عن مصادر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب خيَّر إسرائيل بين إنهاء الحرب في غزة والتخلي عنها. وقالت إن الضغط الأميركي لإبرام صفقة في غزة جاء بعد ضغط خليجي غير مسبوق.
ولفتت المصادر إلى أن توتراً يسود في مكتب نتنياهو بسبب رسالة ترمب حول غزة. وأوضحت أن مفاوضات أميركية مباشرة تجري مع حركة 'حماس'، بالتوازي مع مفاوضات الدوحة غير المباشرة.
يأتي ذلك فيما نقلت صحيفة 'واشنطن بوست' الأميركية أفادت صحيفة عن مصدر مطلع بأن أعضاء في إدارة ترمب أخبروا إسرائيل بأن واشنطن ستتخلى عنها إن لم تنه الحرب في قطاع غزة.
وقال المصدر إن نتنياهو يستطيع إنها الحرب في غزة ومعه الغالبية إن أراد ذلك، لكنه يفتقر للإرادة السياسية، على حد وصفه. وأضاف قائلاً إن 'نتنياهو روَّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد على أنها مجرد مسألة شكلية'. وتابع 'ضغوط ترمب تزايدت في الأيام الأخيرة مع استدعاء إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتصعيدها قصف غزة واقترابها من نقطة اللاعودة في الحرب'.
ارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية إلى 91 قتيلاً
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن أن 91 شخصاً قتلوا بضربات وهجمات الإثنين مع تكثيف إسرائيل عملياتها في القطاع الفلسطيني.
وقال مدير الإمداد الطبي في الجمعية محمد المغير إن الحصيلة تشمل قتلى سقطوا منذ فجر الإثنين. وكانت الحصيلة السابقة للدفاع المدني تفيد بمقتل 52 شخصاً.
وضع حد للمعاناة في غزة
من جانبه قال مدير مستشفى فلسطيني في القدس الشرقية لوكالة الصحافة الفرنسية الإثنين إن الأوضاع في غزة 'كارثية' بعد حصار مطبق مفروض منذ أسابيع يمنع دخول المساعدات الإنسانية، داعياً دول العالم إلى التحرك من أجل وضع حد لمعاناة المدنيين.
ويتولى فادي الأطرش منصب المدير التنفيذي لمستشفى أوغوستا - فيكتوريا، وهو مرفق طبي في القدس الشرقية يقدم الرعاية لفلسطينيين من الأراضي المحتلة وغزة.
وقال الأطرش إنه 'لم يعد يجد الكلمات' لوصف الأزمة التي يواجهها الناس في قطاع غزة المدمر والمحاصر. وتابع 'نحن نواجه وضعاً حرجاً وكارثياً للغاية'، وقد دُمِّرت كل مكونات نظام الرعاية الصحية 'واستنفدت طاقة' طواقم الرعاية الصحية.
حالياً يقدم المستشفى الذي كان له فرع في غزة دمرته الضربات الإسرائيلية، الرعاية الصحية في القطاع بما تيسر من موارد محدودة، وفق الأطرش. وأمس الإثنين أجرى الأطرش زيارة إلى فنلندا التي لا تعترف بدولة فلسطينية في إطار جولة على دول الشمال. وقال 'إن رسالتي الأساسية لدول الشمال هي ممارسة الضغط لوقف الحرب'.
وتمنع إسرائيل منذ 11 أسبوعاً دخول المساعدات الإنسانية من غذائية وطبية ووقود إلى غزة، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن 'مليوني شخص يتضورون جوعاً' في القطاع.
وانضم رئيس فنلندا ألكسندر شتوب إلى قادة أوروبيين آخرين في حض إسرائيل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال شتوب في منشور على 'إكس' إن 'التهجير القسري للسكان هو جريمة حرب ولا يمكن أن يكون جزءاً من أي حل'.
وقررت إسرائيل في الشهر الحالي توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة، لكنها سمحت الإثنين بدخول كمية محدودة من المساعدات إلى القطاع.