اخبار قطر
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢١
الكثير من الزيارات المتبادلة في الأسابيع الأخيرة بين قيادات مصر وقطر بعد سنوات من انقطاع العلاقات.
فبعد بيان قمة العلا في يناير الماضي الذي أنهى مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر، التي استمرت لثلاث سنوات ونصف، كانت التطورات بين القاهرة والدوحة بطيئة للغاية في مجال تحسين العلاقات.
لكن الأسابيع الأخيرة، شهدت تحركا مكثفا من الجانبين، وزار نائب رئيس مجلس الوزراء، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، القاهرة حاملا رسالة من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدعوة لزيارة الدوحة.
والاثنين يزور وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قطر، مجريا مباحثات مكثفة مع الدوحة التي تستضيف اجتماعا على مستوى وزراء خارجية جامعة الدول العربية بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي.
ويشير مدير تحرير صحيفة الأهرام الحكومية المصرية، أشرف العشري، في حديثه مع موقع 'الحرة' إلى تطور العلاقات بين البلدين خلال الشهور الماضية، واختراق عدد من الملفات.
وقال: 'في الفترة الماضية تم تشكيل لجان فنية وأمنية بين البلدين وعقدت أكثر من أربعة اجتماعات معظمها في الدوحة على مستوى كبار المسؤولين في هذه اللجان، ما أدى إلى التوصل إلى إزالة الكثير من العراقيل أمام تطوير العلاقات'.
ملفات مخترقة وأخرى عالقة
وكشف العشري إلى أنه من بين الملفات التي حدث فيها اتفاق 'عدم التدخل في الشؤون الداخلية في مصر من الجانب القطري وعدم توفير منصات إعلامية تتبنى خطاباً معادياً للحكومة المصرية ولشخص القيادة المصرية، وعدم الاتفاق مع جماعة الإخوان في تبني خطابهم تجاه الدولة المصرية، وعدم المشاركة في أي نشاط له صلة بالسياسة الخارجية المصرية'.
لكن بقيت قضية معلقة بحسب العشري، 'تخص عناصر جماعة الإخوان الموجودين في الدوحة حاليا الذين يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم بحق الدولة المصرية قبل 30 يونيو 2013 أو حتى بعده'.
وأوضح 'هذه القضية عالقة، وجرت نقاشات كان أبرزها ما يتعلق باستقبال السيسي لوزير خارجية قطر في القاهرة، حين سلمه دعوة من الشيخ تميم بن حمد لزيارة قطر'، مشيرا أنه يجرى بشأن هذا الأمر الكثير من المفاوضات.
لكن العشري استبعد حدوث 'خرق كبير' بشأن هذه القضية في الوقت القريب وأن علاجها 'يحتاج إلى أشهر من التقارب والتلاقي'.
إعمار ليبيا وعودة سوريا إلى الجامعة العربية
وقال بيان للخارجية القطرية إن الوزيرين استعرضا علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين لا سيما في مجال الاستثمار، وتبادل الدعم بينهما في المحافل الدولية، بالإضافة إلى آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
وقال العشري إنه 'بجانب الاتفاق على عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، تم التوصل إلى تفاهمات بشأن علاقات البلدين بقضايا الإقليم مثل ليبيا وتركيا وسوريا العراق'.
وكانت قطر قد وقعت مع حكومة الوفاق الليبية السابقة، في أكتوبر الماضي، اتفاقا في مجال التعاون الأمني في الدوحة، وهو ما أثار غضب مصر حينها.
وكانت تركيا وحليفتها قطر تدعمان حكومة الوفاق في ليبيا التي تعترف بها الأمم المتحدة، في النزاع ضد المشير خليفة حفتر الذي يحظى بدعم مصر والإمارات والسعودية وروسيا.
لكن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد في 23 مايو الماضي، من طرابلس، على دعم بلاده لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا، داعيا إلى 'منع التدخلات الأجنبية في شؤونها'.
وفيما يتعلق بسوريا قال العشري إن 'هناك محاولات جدية من قبل القاهرة لإقناع قطر بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، هذه المسألة تحتاج إلى بعض الوقت'.
ويعتقد أن اجتماع، الثلاثاء، مجددا بين وزيري خارجية البلدين يمكن أن يسفر عنه شيء في هذا الأمر، 'خاصة وأن قطر تكاد أن تكون الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال تعارض عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد أن عزلت عنه في عام 2011'.
سد النهضة.. 'دعم عربي غير محدود'
وفيما يخص التطورات الأخيرة في ملف 'سد النهضة' الإثيوبي يقول العشري 'إن هناك نقاشات كثيرة جدا بين مصر وقطر في هذا الإطار ، مشيرا إلى أن دور قطر 'مهم حاليا' لأنها ترأس الدورة الحالية للجامعة العربية، 'وقررت استضافة اجتماع وزراء الخارجية متعاطفة مع الطلب المصري السوداني بعقد جلسة غير عادية لمناقشة تطورات ملف سد النهضة، كما أنها ستتولى إعداد بيان قوي يوفر الكثير من الدعم'.
وأضاف 'كما تعهد وزير الخارجية القطري الاثنين في مناقشاته مع وزير الخارجية المصري، بأنه سيكون دعم عربي غير محدود للمواقف المصرية والسودانية في أزمة سد النهضة'.
وأضاف أن قطر تعهدت بأنها ستقوم بعملية 'جس نبض' وبحث فرص القيام بالوساطة لتهدئة الأجواء بين القاهرة والخرطوم من ناحية وأديس أبابا من ناحية أخرى، وأرى أنها بدأت تبذل جهودا في هذا الاتجاه عندما استدعت وزيري الخارجية والري الإثيوبيين خلال الأسبوعين الماضيين'.
وأشار إلى أن مصر تراهن على ثلاث وساطات حاليا في أزمة سد النهضة، أولها الوساطة الأميركية، حيث أنها في انتظار زيارة المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان. للقاهرة والخرطوم وأديس أبابا خلال الأيام القادمة، وأيضا على تعهدات سعودية وقطرية بإمكانية أن يكون هناك مشروع وساطة خلال الأيام القادمة قبل موعد الملء الثاني في يوليو القادم'.