لأول مرة بعد الحرب.. ما أهمية زيارة الوفد القطري - المصري إلى غزة؟

وضاح حيدر - الخليج أونلاين

خلال الحرب كان لقطر دور محوري إلى جانب مصر للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، وفي ظل هدنة إنسانية رعتها الدوحة والقاهرة، زار وفد قطري - مصري مشترك رفيع المستوى القطاع للوقوف على جهود عمليات الإغاثة.

وبحسب قناة 'القاهرة الإخبارية' جرت الزيارة برفقة كل من وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر لولوة الخاطر، ووزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج؛ لبحث التنسيق لإعداد وتوصيل مستلزمات الإغاثة والمساعدات القطرية للفلسطينيين في قطاع غزة، عبر الهلال الأحمر المصري الذي كان نائب رئيسه ضمن الوفد.

وتعكس هذه الزيارة دعماً غير محدود لسكان القطاع الذين يتصدون لحرب وحشية من 7 أكتوبر الماضي، أدت لاستشهاد وإصابة أكثر من 50 ألف شخص فضلاً عن تدمير أكثر من 70% من القطاع واحتلال 40% منه، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

أهمية الزيارة

وتأتي الزيارة بعد يومين من دخول الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حيز التنفيذ، يوم الجمعة الماضي، برعاية قطرية مصرية أمريكية، وتستمر  4 أيام قابلة للتمديد، يتخللها الإفراج عن عدد من الأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إغاثية وكميات من الوقود.

خلال الحرب كان لقطر دور محوري إلى جانب مصر، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

كما تتزامن الزيارة مع وصول طائرتين جديدتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تحملان 46 طناً من المساعدات الإغاثية لغزة، تتضمن 6 سيارات إسعاف ومواد غذائية تمهيداً لنقلها إلى القطاع، ليبلغ بذلك مجموع الطائرات 16 طائرة بإجمالي 579 طناً من المساعدات.

وأوضحت وزارة الخارجية القطرية أن هذه المساعدات تتضمن مستشفى ميدانياً ومستلزمات إيواء ومواد طبية وغذائية في إطار مساندة قطر للشعب الفلسطيني في الظروف الإنسانية الصعبة من جراء القصف الإسرائيلي الذي يتعرض له قطاع غزة.

وتتوج الزيارة الجهود القطرية خلال الحرب لدعم القطاع وسكانه من الوحشية الإسرائيلية، إلى جانب تضامنها الفاعل خلال الهدنة بالوقوف على احتياجات غزة، فضلاً عن التأكيد على حق الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.

وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي محمود علوش: إن 'الزيارة جزء من الجهود القطرية منذ بداية الحرب لدعم القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ممارسة دور الوسيط لتهدئة حدة الحرب على غرار رعايتها صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل مؤخراً'.

وأضاف، في تصريح لـ'الخليج أونلاين': 'الدور القطري مهم جداً اليوم بإيجاد سبل لإنهاء الحرب فوراً، والحد من تداعياتها على المستوى الإنساني، وأيضاً في الانخراط بجهود إعادة إعمار القطاع بعد الحرب؛ لأن دور الدوحة محوري في هذا الشأن'.

دور عربي

خلال الزيارة أعربت الوزيرة، لولوة الخاطر، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية 'قنا' عن شكرها لجهود مصر في إيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى مناقشتها مع الجانب المصري التحديات المرتبطة بتعنت الاحتلال وتقاعس المجتمع الدولي.

وكانت الدوحة والقاهرة أظهرتا تعاوناً لافتاً لوقف الحرب في غزة خلال الأيام الماضية، يجري البناء عليه حالياً في مرحلة الدعم الإغاثي والمساعدات الإنسانية.

كما أن هذه الزيارة المشتركة هي الأولى لوفد عربي في ظل الحرب على القطاع منذ حرب 2012، التي استمرت أسبوعاً واحداً فقط، حيث زار وفد وزاري عربي رفيع غزة ضم حينها وزراء خارجية مصر والسودان ولبنان والعراق والأردن والسعودية وقطر، إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية حينها نبيل العربي.

ومثلت الزيارة وقتها تضامناً حقيقياً مع الفلسطينيين، ونقلة نوعية مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك، لأنها المرة الأولى التي يعبر فيها العرب عن التضامن العملي مع القضية الفلسطينية، لا سيما أنه كان العدوان الأول على الشعب الفلسطيني بعد ثورات الربيع العربي وارتفاع أصوات الشعوب العربية وتطلعاتها لنصرة فلسطين علمياً.

ولم تكرر هذه الزيارة على هذا المستوى الرفيع لاحقاً، حيث غاب الحضور العربي في الحروب التي تلت ذلك العام، لكن ومع اختلاف الكثير من الموازين والأجواء السياسية في المنطقة اليوم، لربما تأتي زيارة الوفد القطري - المصري المشترك الآن في ظل استشعار خطورة المخططات الإسرائيلية المعلنة لتهجير أهالي غزة وإشعال أزمة لاجئين إقليمية شبيهة بما جرى بنكبة 1948.

وهنا يرى المحلل السياسي محمود علوش أنه 'من المهم جداً انخراط عربي أكبر في دعم القضية الفلسطينية هذه الفترة، والمشاركة خصوصاً في كسر الحصار عن قطاع غزة من خلال إدخال المساعدات الإنسانية'.

وأشار، في حديثه لـ'الخليج أونلاين': إلى أن 'الدول العربية قدمت دعماً ومساعدات إغاثية لسكان غزة المنكوبين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات'، مشدداً على أهمية 'إيجاد العالم العربي والإسلامي مساراً إنسانياً مستداماً لإغاثة أهالي غزة في هذه الفترة'.